أسطول بحري خفي لنقل النفط الروسي قبيل الحظر الأوروبي

23 أكتوبر 2022
توقعات باستمرار تدفق النفط الروسي (Getty)
+ الخط -

أصبح التجار وشركات الناقلات وأقوى الحكومات في العالم يركزون بشكل متزايد على سؤال واحد في سوق النفط: هل تستطيع سلسلة التوريد الخاصة بصناعة البترول التعامل مع أقسى العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسي في التاريخ؟

تشرح وكالة "بلومبيرغ" أنه يجرى حشد أسطول ضخم من ناقلات النفط مع مالكين مجهولين لخدمة مصالح موسكو في نقل نفطها إلى مصادر متعددة في العالم.

وقد استمرت المشاحنات الدبلوماسية المكثفة بقيادة الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات الصارمة التي فرضها الاتحاد الأوروبي منذ أشهر، لكن الوقت يمر.

وقبل حوالي ستة أسابيع على دخول إجراءات التكتل حيز التنفيذ، ومنها حظر النفط الروسي في 5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لا يوجد وضوح يذكر حول ما إذا كانت هذه الخطوات ستكون كافية حقاً لمنع ثالث أكبر منتج للنفط في العالم عن توصيل الكثير من إنتاجه إلى المشترين لدرء صدمة العرض.

"بلومبيرغ": يجرى حشد أسطول ضخم من ناقلات النفط مع مالكين مجهولين لخدمة مصالح موسكو في نقل نفطها إلى مصادر متعددة في العالم

وكانت الولايات المتحدة تدق ناقوس الخطر منذ أشهر من أن عقوبات أوروبا على روسيا يمكن أن تثير مثل هذه الصدمة. وتحث الإدارة الأميركية من أجل السماح للشركات بالوصول إلى خدمات الاتحاد الأوروبي، لتجنب ارتفاع الأسعار قبل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني/ نوفمبر. للقيام بذلك، سيتعين على المشترين الاشتراك في سقف أسعار النفط المثير للجدل.

ما يبدو مؤكداً، بحسب "بلومبيرغ"، هو أن جزءاً كبيراً من التدفقات الروسية سيُجرى التعامل معه من خلال شبكة معقدة، وغالباً ما تكون سرية، من السفن والمالكين والموانئ والممرات الآمنة التي تهيمن عليها الكيانات التي لا تزال على استعداد للتعامل مع روسيا.

قال كريستيان إنغرسليف، الرئيس التنفيذي لشركة "مايرسك" للشحن: "إذا نظرت إلى عدد السفن التي بيعت خلال الأشهر الستة الماضية إلى مشترين لم يكشف عنهم، فمن الواضح جداً أنه يجرى إنشاء أسطول لنقل هذه الكميات من النفط".

في الفترة التي تسبق 5 ديسمبر/ كانون الأول، عندما يحظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام الروسي ويوقف توفير الشحن والتمويل والتغطية التأمينية للتداولات ذات الصلة، فإن السؤال الأهم هو: هل سيكون هناك عدد كافٍ من السفن لتوفير النفط؟.

أسطول الظل

وشرحت شركة السفن "برايمر" أنه لدعم أربعة ملايين برميل يومياً من الصادرات الروسية إلى الشرق الأقصى، سيتعين إضافة العديد من السفن التي جرى التعامل معها مؤخراً إلى 240 سفينة و80 ناقلة نفط كبيرة جداً. وأدت العقوبات على الخام الإيراني والفنزويلي إلى تشكيل أسطول ظل ضخم يدعم موسكو حالياً.

أدت العقوبات على الخام الإيراني والفنزويلي إلى تشكيل أسطول ظل ضخم يدعم موسكو حالياً.

وقال أنوب سينغ، رئيس الشركة: "كان هناك ارتفاع حاد في تجارة الناقلات منذ الحرب وفي الفترة التي تسبق الموعد النهائي في 5 ديسمبر، من قبل كيانات لم يكشف عنها ومقرها دول مثل دبي وهونغ كونغ وسنغافورة وقبرص. العديد منها عبارة عن سفن قديمة وستجد طريقها إلى أسطول الظل".

علاوة على ذلك، ستكون هناك أيضاً زيادة شبه مؤكدة في عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، حيث يجرى تحويل الشحنات من ناقلة إلى أخرى في البحر. هذا نتيجة لكل من مخاطر العقوبات الناجمة عن التعامل مع الصادرات مباشرة من الموانئ الروسية والحاجة إلى تجميع عدد قليل من الشحنات الصغيرة على ناقلات أكبر للرحلات الطويلة.

ومع ذلك، فإن هذا يمثل تحدياً لوجستياً في حد ذاته، خاصة من بحر البلطيق، أكبر منطقة تصدير لروسيا.

في حين أن السفن غالباً ما تُستخدم للإبحار مباشرة من روسيا إلى المشترين الأوروبيين، يبدو أن آسيا، لا سيما الصين والهند، ستصبح بالتأكيد الوجهات الأولى بعد 5 ديسمبر.

وتعتبر أوروبا مركز التأمين وإعادة التأمين، ومن دونها يخاطر ملاك السفن بالتغطية ضد المخاطر بما في ذلك الانسكابات النفطية.

وهذا يجعل الالتزام بعقوبات الاتحاد الأوروبي وسقف الأسعار مسألة استقطابية للغاية وغير مؤكدة لأصحاب الناقلات، بحسب "بلومبيرغ".

ولم يُضفَ حتى الآن الطابع الرسمي على تنفيذ الاتحاد الأوروبي الحد الأقصى للسعر، وهو يعتمد أيضا على اتخاذ دول أخرى لمجموعة السبع إجراءات مماثلة.

المساهمون