تمّ تجميع أسطول من ناقلات النفط بقيمة 2.2 مليار دولار للحفاظ على تدفق صادرات النفط الخام والوقود الروسي. والآن، مع ارتفاع أسعار الشحن، بدأ العاملون في هذا القطاع في التفكير فيما إذا كان هذا الأسطول سيخدم جهة أخرى غير روسيا.
ومنذ دخول العقوبات حيز التنفيذ على الوقود المكرر الروسي في وقت سابق من هذا الشهر، سجلت السفن التي تنقل المنتجات النفطية عبر المحيط الأطلسي زيادة قدرها خمسة أضعاف في أرباحها اليومية، وفقاً لتقرير نشرته "بلومبيرغ".
ويكاد يكون من المستحيل تجميع الحجم الدقيق لأسطول الظل، حيث تكتنف السرية تفاصيل الملكية. وقدرت شركة ترافيغورا العملاقة للسلع الأساسية أنه يمكن أن يبلغ إجمالي عدد السفن 600 سفينة، منها 400 ناقلة للنفط الخام. فيما توقع بعض مالكي السفن أن تكون نسبة أسطول الظل بين 10% و 12% من أسطول الناقلات العالمي.
وبغضّ النظر عمّا إذا كان هذا الأسطول سيغادر السوق الدولية نهائياً ليتخصص بالنفط الروسي، قد تكون النتيجة ارتفاع تكاليف الشحن لمنافسي روسيا. وقال جيرنوت روبلت، الرئيس التجاري لشركة "آردمور شيبينغ" التي تشغل أسطولاً من ناقلات الوقود والمواد الكيميائية لـ "بلومبيرغ": "ستُخصَّص هذه السفن لتلك التجارة الظلية وتُزال بحكم الأمر الواقع من الأسواق الرسمية".
تقدر "فيسيلفاليو"، التي تتعقب مبيعات السفن ومشترياتها، أنه أُنفق ما يزيد قليلاً على 850 مليون دولار العام الماضي على توسيع "الأسطول المظلم" لناقلات الوقود. بالإضافة إلى ذلك، استُثمِر ما يقرب من 1.4 مليار دولار في سفن نقل النفط الخام.
أحصت شركة EA Gibson Shipbrokers، ومقرها لندن، ما لا يقل عن 38 سفينة لنقل الوقود مملوكة لشركات روسية مسجلة، لكنها تقول إن الرقم الفعلي من المرجح أن يكون أعلى، لأن الشركات الخارجية التي يصعب تتبعها ستمتلك المزيد من السفن. كذلك أحصت أكثر من 100 ناقلة وقود بيعَت لدول خارج مجموعة الدول السبع أو الاتحاد الأوروبي منذ غزو أوكرانيا.
وقال ريتشارد ماثيوز، رئيس قسم الأبحاث في جيبسون: "في حين أن روسيا لا تتحكم صراحةً في العديد من ناقلات المنتجات هذه، نظراً للكمية الكبيرة من الناقلات المستعملة القديمة التي بيعَت منذ الغزو، من الممكن أن تتمكن روسيا من الوصول إلى عدد كافٍ من هذه السفن".
ويؤثر سحب ناقلات الوقود المكرر الروسية بالفعل على إمداد السفن في أماكن أخرى، وفقاً لمسؤولي سمسرة السفن. وتشرح شركة "تور آي أس" التي تمتلك أسطولاً من الناقلات لـ "بلومبيرغ" أن هناك طلباً متزايداً في الشرق الأوسط على الشحنات المتجهة إلى أوروبا، بالإضافة إلى الكثير من الشحنات من المصافي في شرق آسيا.
وقال سفين هارشفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة "دي أتش تي" لنقل النفط: "لدينا شعور بأن الكثير من الشركات التي تشتري سفناً قديمة تُموَّل من رأس المال الروسي، بشكل أو بآخر".