أزمة محروقات جديدة في سورية

20 مارس 2024
ارتفاع كبير في أسعار المواصلات (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تواجه مناطق سيطرة النظام السوري أزمة محروقات حادة بسبب قرارات حكومة بشار الأسد الأخيرة بتخفيض مخصصات الوقود للنقل العام بنسبة 50%، مما أثر على الحافلات والسرافيس وأدى إلى تفاقم البطالة بين السائقين.
- رفع الدعم الحكومي عن أسعار المحروقات أدى إلى ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار بنسب وصلت إلى 500%، مما زاد الاعتماد على السوق السوداء وأثر سلباً على الحياة اليومية للمواطنين.
- الأزمة تمتد إلى مختلف أنحاء البلاد مثل السويداء، حيث يعاني العاملون في قطاع النقل من تخفيضات حادة في مخصصات الوقود، مما يهدد بتفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي ويزيد من صعوبة الحياة اليومية.

تلوح بوادر أزمة محروقات جديدة في مناطق سيطرة النظام السوري بعد اعتماد حكومة بشار الأسد قرارات جديدة تنص على تخفيض مخصصات النقل الداخلي العام من الوقود بنسبة وصلت إلى خمسين في المائة، رغم الحاجة ومجموعة من التخفيضات السابقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن القرار الذي اتخذ قبل أيام بدأ تنفيذه في مجموعة من المناطق في حمص ودمشق وريف دمشق، ما خلق أزمة مواصلات خلال شهر رمضان خاصة في القرى والبلدات المحيطة بالمدن، حيث جرى إيقاف الرحلات بنسبة 50%.

وذكرت مصادر محلية في مدينة حمص أن العشرات من سائقي حافلات النقل الداخلي "السرافيس" توقفوا عن العمل بسبب تخفيض كمية المحروقات المخصصة لهم، وهذه الحالة سببت ضغطا على الحافلات التي ما زالت في العمل.

وأضافت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن تخفيض المحروقات تسبب بأزمة نقل وفاقم البطالة أيضا حيث توقف وسيتوقف عشرات السائقين عن العمل.

وقال مواطنون لـ"العربي الجديد" إن هناك تخوفا من وجود أزمة محروقات جديدة قادمة في الطريق، ومن شأنها أن تخلف آثارا سلبية على كل جوانب حياتهم خاصة مسألة الأسعار، مشددين على أنه مع كل أزمة محروقات ترتفع الأسعار بشكل جنوني بسبب الاحتكار والتجارة في السوق السوداء.

وكان النظام سابقا قد حرر أسعار المحروقات من الدعم الحكومي، ما تسبب بارتفاع الأسعار بنسب غير مسبوقة وصل بعضها إلى 500%، وكانت الفئات الأكثر تضررا من السكان الفقراء والموظفين من ذوي الدخل المحدود.

وقبل أيام، حصلت أزمة مواصلات في دمشق ومحيطها على خلفية قرار تخفيض حصة العاصمة من المحروقات المخصصة لوسائل النقل الداخلي ضمن المدينة وبين المدينة ومحيطها في محافظة ريف دمشق.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري قد حددت سعر ليتر المازوت الحر بـ12290 ليرة سورية بعد رفع الدعم الحكومي عن المادة وإبقائه فقط على المازوت المخصص للمخابز العامة والخاصة ووسائط النقل بسعر ألفي ليرة لليتر.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سعر ليتر المازوت في السوق السوداء يتراوح بين 14 ألفا و18 ألفا بحسب المنطقة، ولجوء أصحاب وسائل النقل إليه أو إلى المازوت الحر يعني زيادة الأسعار بشكل حتمي بنسب كبيرة.

كان النظام سابقا قد حرر أسعار المحروقات من الدعم الحكومي، ما تسبب بارتفاع الأسعار بنسب غير مسبوقة وصل بعضها إلى 500%

وفي السويداء جنوبي البلاد يقول عامل يعمل على سيارة نقل داخلي "سرفيس" لـ"العربي الجديد" إن سعر ليتر المازوت المدعوم بلغ ألفي ليرة، ومخصصات الحافلة في الشهر كاملا كانت 1200 ليتر واليوم بلغت 600 فقط، موضحا أن أيام الجمعة لا تحسب من ضمن الدعم ونصف أيام السبت شهريا كذلك، أي أن مخصص الحافلة في اليوم بلغ 30 ليترا فقط وهي مخصصة للحافلات التي تعمل على طريق دمشق السويداء، بينما الحافلات التي تعمل ضمن المحافظة فمخصصاتها أقل من ذلك.

وأكد العامل، الذي رفض ذكر اسمه، أن "تخفيض الدعم شكل أزمة في النقل، وغير واضح ما إذا كانت الأزمة ستنتهي أم ستتفاقم، وفي حال استمرارها يعني عزوف البعض عن العمل وانفجار أزمة في النقل".

وأوضح أن الأزمة الحالية بدأت عندما راح النظام يوزع مازوت التدفئة على المنازل ومازوت الزراعة على الفلاحين.

المساهمون