فيما يواصل الاقتصاد الكويتي نزيف الخسائر بسبب تداعيات آثار جائحة كورونا التي أضرت بكافة الأنشطة والمجالات الاقتصادية واستمرار غلق المطار أمام عودة الوافدين وتشديد الإجراءات الاحترازية ضد المواطنين، أقدمت شركات السياحة والسفر في الدولة على تسريح أكثر من 90% من موظفيها منذ بداية العام الجاري.
وأكد أمين سر اتحاد مكاتب السياحة والسفر، ناصر العدواني، لـ "العربي الجديد" أن 65% من شركات ومكاتب السفر أغلقت أبوابها بصورة نهائية، فيما يعاني أصحاب المكاتب التي لا تزال تعمل من تداعيات جائحة، وخصوصا جراء استمرار وقف رحلات الطيران.
وذكر العدواني أن خسائر القطاع منذ بداية أزمة جائحة كورونا بلغت أكثر من 600 مليون دولار، لافتا إلى أن كافة الشركات العاملة في القطاع السياحي أصبحت تعاني من الوضع الحالي وتراكم الديون.
وأضاف أن عدد العاملين في مكاتب السفر في الكويت يبلغ 12 ألف موظف، بينهم 10 آلاف وافد من مختلف الجنسيات وألفا مواطن كويتي، مشيرا إلى أنه تم تسريح ما يقرب من 10800 موظف منذ شهر إبريل / نيسان العام الماضي، تم تسريح نحو 90% من إجمالي العاملين.
من جانبه، قال الباحث الاقتصادي الكويتي، عادل الفهيد، لـ "العربي الجديد" إن عمليات التسريح من شركات ومكاتب السياحة والسفر كانت بسبب الديون المتراكمة على الشركات، حيث استمرت في دفع الرواتب والالتزامات الشهرية منذ بداية أزمة كورونا، في ظل توقف الإيرادات بشكل تام.
وأضاف الفهيد أن الحل الوحيد لعودة حركة السفر لحالة شبه طبيعية هي إلغاء الحجر المنزلي للمطعمين على غرار المملكة العربية السعودية، والتي نفذت تلك الخطوة، خاصة في موسم العمرة في العشر الأواخر من رمضان المبارك.
بدوره، أكد مدير شركة مسارات للسياحة والسفر في الكويت صالح الهاجري لـ "العربي الجديد" أن أزمة مكاتب السياحة والسفر تتفاقم مع مرور الوقت، مشيرا إلى أنه كان لديه 240 موظفا قبل أزمة كورونا، لكنه بعد الجائحة اضطر لتسريح 216 موظفا في حين أبقى على 24 موظفا فقط، مشيرا إلى أن الشركة تدرس الإغلاق النهائي.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور، إنه ينبغي الاستفادة من تجارب دول العالم، من أجل استئناف الطيران بصورة طبيعية والسماح للوافدين الحاصلين على التطعيم بالعودة إلى الكويت، أو السفر إلى بلدانهم مع ضمان عودتهم مرة أخرى حتى لا يقع عليهم الظلم كما حدث مع الجاليات الأخرى.