أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، أنّ تصدير الحبوب من أوكرانيا "ليس مشكلة"، في وقت تزداد المخاوف من أزمة غذاء عالمية تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال بوتين، في مقابلة متلفزة "ليس ثمة مشكلة في تصدير الحبوب من أوكرانيا"، لافتاً إلى سبل عدة للتصدير عبر موانئ أوكرانية أو أخرى تسيطر عليها موسكو أو عبر وسط أوروبا.
ونفى بوتين، أن تكون موسكو تمنع الموانئ الأوكرانية من تصدير الحبوب، وقال إنّ الحل الأفضل هو بنقلها عبر بيلاروسيا في حالة رفع العقوبات عن هذه الدولة.
وقال بوتين، للتلفزيون الوطني، إنّ الدول الغربية تحاول التستر على أخطاء سياستها من خلال إلقاء اللوم على روسيا فيما يتعلق بمشاكل سوق الغذاء العالمية، ووصف التقارير عن حظر الصادرات الروسية بأنها "خدعة".
وقال بوتين "إذا أراد أحد ما حل مشكلة تصدير الحبوب الأوكرانية، فإنّ أسهل طريقة، من فضلك، هي عبر بيلاروسيا. لا أحد يوقفها... لكن من أجل ذلك عليك رفع العقوبات عن هذا البلد".
Doesn't look like Putin will give ground on the Black Sea blockade.
— max seddon (@maxseddon) June 3, 2022
– Land routes can't export enough
– Ukraine doesn't trust Russia not to attack if it demines Odesa
– He suggests using Ukrainian ports Russia captured – where it's already shipping grain it seized from Ukraine! pic.twitter.com/vh4g6va8Nq
وفي وقت سابق من اليوم قال ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا إنّ مينسك مستعدة للسماح بمرور الحبوب الأوكرانية عبر أراضيها إلى الموانئ الألمانية أو البولندية أو الروسية أو إلى بحر البلطيق، إذا سُمح لها في المقابل بشحن بضائعها من تلك الموانئ.
وقال بوتين، في المقابلة التي بثها التلفزيون الرسمي، إنّ المشكلات في أسواق الغذاء العالمية ستزداد سوءاً بسبب العقوبات البريطانية والأميركية على الأسمدة الروسية.
وتشهد العاصمة الروسية سلسلة لقاءات مع المسؤولين الروس لبحث امكانية تصدير الحبوب من أوكرانيا على خلفية المخاوف من أزمة غذائية عالمية بعدما أدى الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى شلل الصادرات الغذائية لعملاقي الزراعة.
"ملتزم ومدرك"
وأعلن الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي رئيس السنغال، ماكي سال، الجمعة، أنه خرج "مطمئناً" بعد لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي بحث معه المخاوف من أزمة غذائية بسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وقال سال، للصحافيين في ختام هذا اللقاء في سوتشي بجنوب روسيا "نخرج من هنا مطمئنين جداً ومسرورين جداً بمحادثاتنا"، مضيفاً أنه وجد الرئيس الروسي "ملتزماً ومدركاً أنّ أزمة العقوبات تتسبب بمشاكل خطيرة للاقتصادات الضعيفة مثل الاقتصادات الافريقية".
وفي مستهل اللقاء طلب ماكي سال من الرئيس الروسي أن "يدرك" أنّ الدول الأفريقية "ضحية" للنزاع في أوكرانيا.
تسهيل الصادرات
وقال متحدث بالأمم المتحدة، الجمعة، إنّ منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، أجرى محادثات "صريحة وبناءة" مع المسؤولين الروس تركزت حول تسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية من موانيء البحر الأسود.
وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك، أنّ غريفيث اجتمع مع مسؤولين معنيين بالشؤون الخارجية والدفاع، أثناء زيارته لموسكو، يومي الخميس والجمعة.
ومنذ غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط توقفت شحنات الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود كما أن هناك أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع.
وقال سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، لـ"رويترز"، اليوم الجمعة "قلنا بوضوح ما يمكننا أن نفعله وما لا يمكننا فعله. لم نزرع ألغاماً في المنطقة الساحلية إنما زرعها الأوكرانيون. إذا نزعوا الألغام من المنطقة فنحن على استعداد لتوفير الممر الآمن للسفن التي تحمل الحبوب".
وعندما سئل عما إذا كان يمكن التوصل إلى ترتيب أمني للسماح بإزالة الألغام قال نيبينزيا إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتزم مناقشة القضية عندما يزور تركيا الأسبوع المقبل.
وجاءت زيارة غريفيث لروسيا بعد أيام من إجراء ريبيكا غرينسبان المسؤولة الكبيرة بالأمم المتحدة محادثات "بناءة" في موسكو حول الإسراع بصادرات الحبوب والأسمدة الروسية. وتقول روسيا إن تلك الصادرات تضررت بسبب العقوبات الغربية.
وتغلق روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود منذ بدء غزوها لأراضي جارتها في 24 فبراير/شباط، وبالتالي تمنع تصدير حبوبها التي أطعمت 400 مليون شخص العام الماضي، وبات الوضع أكثر إلحاحاً مع اقتراب موسم الحصاد.
وأدى النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وهما قوتان زراعيتان كبريان تمثلان معاً 30% من صادرات القمح العالمية، إلى ارتفاع الأسعار بشكل فوري لتتجاوز حتى الآن مستوياتها التي أدت إلى اندلاع "الربيع العربي" عام 2011 بسبب الجوع عام 2008.
وتخشى الأمم المتحدة "إعصار مجاعة" خصوصاً في البلدان الأفريقية التي تستورد أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا أو روسيا.
وكانت أوكرانيا رابع أكبر مصدّر للذرة في العالم وفي طريقها لتصبح ثالث أكبر مصدّر للقمح، وكانت تمثل وحدها 50% من التجارة العالمية في بذور وزيوت عباد الشمس قبل بدء النزاع، كما أن روسيا مصدّر رئيسي للأسمدة لكنها باتت تمنع تصديرها رداً على العقوبات الغربية.
وتؤكد موسكو أن توقف تصدير الحبوب الأوكرانية ليس خطأها ولا نتيجة لوجود أسطولها الحربي قبالة أوكرانيا، ولكن بسبب الألغام التي زرعتها كييف في موانئها.
ووفق الأمم المتحدة، يمكن أن يتأثر 1,4 مليار شخص في أنحاء العالم جراء نقص القمح والحبوب الأخرى.
(فرانس برس، رويترز)