أزمة الغاز ترافق أوروبا حتى 2023

26 ديسمبر 2021
أعمال في خط أنابيب نورد ستريم 2 (Getty)
+ الخط -

يبدو أن أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي سترافق أوروبا حتى عام 2023، إذ لا تلوح في الأفق انفراجة قريبة، حيث تواجه القارة الباردة أزمة في الطاقة بعد تقليص روسيا الإمدادات وانقطاع الطاقة النووية في فرنسا، ما أدى إلى إجهاد شبكات الكهرباء في أبرد شهور العام.

وارتفعت الأسعار الآجلة للغاز إلى أكثر من الضعف خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الوقت الذي راهن فيه التجار على استمرار الضغط غير المسبوق حتى أوائل عام 2023. وتجاوزت أسعار الطاقة 100 يورو (113 دولاراً) للميغاواط/الساعة، نهاية الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، فيما سيكون الغاز مكلفاً حتى في الطقس الحار، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن محللين في قطاع الطاقة.

وقال كوشال راميش، كبير المحللين لدى شركة "رايستاد إنيرجي" للاستشارات في النرويج: "لا يبدو أن المساعدة قادمة، وتشير الزيادة في الأسعار الآجلة إلى عام آخر من التقلبات واستمرار بيئة الأسعار المرتفعة".

توترات بين روسيا وأوكرانيا

وأبقت التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، التجار في حالة توتر، وتزايدت المخاوف بشأن غزو محتمل، رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يُشر مباشرةً إلى التهديد بعمل عسكري في مؤتمره الصحافي السنوي، يوم الخميس الماضي، ولكنه قال إنّ توسع منظمة حلف شمال الأطلسي حتى الحدود الروسية أمر غير مقبول.

وأضحت القارة الأوروبية العجوز تحت رحمة الشتاء وجنون أسعار الطاقة، فإلى جانب نقص المعروض من الغاز، هناك تأثيرات ناجمة عن الانقطاعات غير المتوقعة في مصادر الكهرباء النووية في فرنسا.

وسيجري وقف حوالى ثلث الطاقة النووية الفرنسية مع مطلع الشهر المقبل. وفي المعتاد، تصدّر البلاد الكهرباء في أوقات الذروة إلى الدول المجاورة، لكنها في الوقت الحالي ستكون بحاجة إلى الاستيراد، وهو ما سيسفر عنه صعود في الأسعار في الأنحاء كافة.

كذلك ستُغلَق ثلاث محطات للطاقة النووية في ألمانيا بحلول نهاية العام الجاري، وبالتالي لن تكون متوافرة خلال الفترة الأكثر برودة من فصل الشتاء.

قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون

وعقد قادة الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اجتماعهم في بروكسل من أجل مناقشة أزمة النقص في الطاقة، وسبل تصدي التكتل الأوروبي للجائحة، وتدعيم روسيا قواتها بالقرب من حدود أوكرانيا، وهي دولة مهمة لنقل إمدادات الغاز.

من المحتمل أن يؤدي تصاعد التوترات بين كييف وموسكو إلى تدهور أزمة نقص الطاقة، مع وجود احتمالية لتقليص شحنات الغاز الروسي أو وقفها نهائياً في حالة حدوث الغزو.

طاقة
التحديثات الحية

وقد يؤدي النزاع أيضاً إلى تأجيل بدء تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الذي يربط بين روسيا وألمانيا، وعانى فعلياً جراء التأجيل مرات متكررة. وقالت ألمانيا أخيراً، إن خط أنابيب "نورد ستريم 2" لن يُوافَق عليه في النصف الأول من عام 2022، وهي خطوة قد تُبقي الإمدادات محدودة في الصيف عندما تحتاج أوروبا إلى الغاز لملء مواقع التخزين.

وفي ظل هذه التطورات تعمل الولايات المتحدة على تعزيز وجودها في سوق الطاقة في أوروبا، وفقاً لبيانات حول الشحن أوردتها وكالة بلومبيرغ، نهاية الأسبوع الماضي.

المساهمون