في تصريحات لصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من سوتشي الروسية عقب لقائه نظيره فلاديمير بوتين يوم الجمعة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، أن نحو 20 سفينة تنتظر دورها لشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
في أوروبا، أفادت رويترز بأن تجاراً دوليين ومحليين بدأوا عرض المزيد من الحبوب الأوكرانية للبيع من المنشأ يوم الجمعة، في الوقت الذي سبّبت أنباء خروج الشحنة الأولى من البلاد منذ الغزو الروسي زيادة الثقة باتفاق إنهاء الحصار على التصدير من الموانئ البحرية الأوكرانية.
وهناك حسم من الأسعار في الوقت الذي لا تزال فيه كميات تبلغ 20 مليون طن من محصول العام الماضي مكدسة في البلاد، فيما تتركز الجهود الدبلوماسية على إيجاد وسيلة لنقل نحو 1.5 مليون طن من الحبوب المحملة على سفن أو الموجودة في مخازن بالموانئ وملايين الأطنان الأخرى في الصوامع بأنحاء البلاد، وكذلك نقل كميات ضخمة من المحصول الحالي.
ومهد اتفاق 22 يوليو/تموز الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا الطريق أمام استئناف شحنات الحبوب من أوكرانيا، بعد أن حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن أزمة أغذية عالمية متنامية ستؤدي إلى مجاعة وهجرات جماعية على نطاق لم يسبق له مثيل.
وقال تاجر أوروبي لرويترز: "أعتقد أن هناك شعوراً متزايداً بالتفاؤل، وخاصة مع أنباء توجه أول سفينة فارغة إلى أوكرانيا لحمل شحنة". ومن المتوقع أن تصل ناقلة تركية للبضائع السائبة إلى ميناء تشورنمورسك الأوكراني على البحر الأسود يوم الجمعة.
وهناك 70 سفينة عالقة في أوكرانيا منذ بدء الغزو في فبراير/شباط بعضها محمل بالحبوب فعلياً. وغادرت أولاها ميناء أوديسا إلى لبنان يوم الاثنين. ومن المقرر أن تغادر 3 سفن أخرى يوم الجمعة.
وتعتمد مصر، وهي أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، بصورة كبيرة على الواردات من منطقة البحر الأسود. وكانت الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية متعاقدة على نحو 300 ألف طن من القمح الأوكراني تسليم فبراير/ شباط ومارس/ آذار. وألغت الهيئة تعاقدات على أربع شحنات إجماليها 240 ألف طن لم تُحمَّل قط، لكن ما زال متوقعاً إبحار شحنة خامسة محملة.
وقال تجار إن مسؤولين مصريين فحصوا الشحنة قبل الحرب، لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانوا سيفحصونها مجدداً في ضوء الفترة الطويلة التي مرت على التحميل.
وكان البيان المشترك لقمة الرئيسين أردوغان وبوتين قد أكد ضرورة تنفيذ اتفاق إسطنبول نصاً وروحاً، بما في ذلك تصدير روسيا المستمر للحبوب والأسمدة والمواد الخام لإنتاج الأسمدة، مع تأكيد أن العلاقات البناءة بين تركيا وروسيا لعبت دوراً في التوصل إلى اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب والأغذية من أوكرانيا.
وأمس، غادرت إسطنبول سفينة شحن، متجهة إلى أوكرانيا بعد تفتيشها في مركز التنسيق المشترك، تنفيذاً لاتفاقية نقل الحبوب. وذكر مراسل الأناضول أن السفينة "فولمار إس" التي ترفع علم باربادوس غادرت ميناء "كيليوس" في إسطنبول، متجهة إلى ميناء تشورنومورسك الأوكراني، لشحن الحبوب.
بدورها، أفادت رويترز بأن 3 سفن محملة بالحبوب من الموانئ الأوكرانية غادرت إسطنبول يوم الجمعة، وكان مقرراً أن تصل إلى أوكرانيا في وقت لاحق أمس، أول سفينة شحن واردة منذ بداية الغزو الروسي، في الوقت الذي دعت فيه كييف إلى توسيع اتفاق الممرات الآمنة، ليشمل منتجات أخرى مثل المعادن.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني، أولكسندر كوبراكوف، بعد مغادرة السفن: "نتوقع أن يستمر سريان الضمانات الأمنية التي قدمها شريكا الاتفاق، الأمم المتحدة وتركيا، وبالتالي ستستقر عملية تصدير المواد الغذائية من موانئنا، وسيسهل التنبؤ بها لجميع المشاركين في السوق".
وكانت أول سفينة محملة بالحبوب قد غادرت أوديسا يوم الاثنين. وقال نائب وزير الاقتصاد الأوكراني تاراس كاتشكا لصحيفة "فايننشال تايمز" إن "هذا الاتفاق يتعلق بالخدمات اللوجستية وحركة السفن عبر البحر الأسود. ما الفرق إذا كانت الشحنة من الحبوب أو من خام الحديد؟".
وقال الكرملين إنه لا يمكن إيجاد حل إلا إذا كان مرهوناً برفع القيود عن منتجي المعادن في روسيا. وقالت وزارة الدفاع التركية إن سفينتين محملتين بالحبوب أبحرتا يوم الجمعة من تشورنومورسك والثالثة من أوديسا حاملة ما يصل مجموعه إلى 58 ألف طن من الذرة.
وقالت وزارة الدفاع التركية الجمعة إن سفينتين تحملان الحبوب تحركتا من ميناءَي تشورنومورسك وأوديسا وتحملان نحو 58 ألف طن من الذرة في المجمل، فيما قالت الإدارة المحلية في أوديسا إن من المتوقع وصول الناقلة التركية أوسبري إس التي ترفع علم ليبيريا إلى تشورنومورسك يوم الجمعة لتحميل الحبوب.
وعادة ما تنتج روسيا وأوكرانيا نحو ثلث الإنتاج العالمي من القمح، كذلك فإن روسيا هي المزود الأساسي لأوروبا بالطاقة. لكن روسيا قالت الجمعة إنها قد لا تصل إلى حصادها المتوقع البالغ 130 مليون طن من الحبوب بسبب عوامل جوية ونقص قطع الغيار لمعدات أجنبية.
وذكرت وزارة الزراعة الأوكرانية أن صادرات البلاد من الحبوب تراجعت 48.6% على أساس سنوي، مسجلة 1.23 مليون طن حتى الآن لهذا الموسم.