أرخص سيارة "تسلا" بـ47 ألف دولار بعد رفع الأسعار.. ماذا عن القطاع؟

15 مارس 2022
ارتفاع الأسعار يطاول كل طرازات "تسلا" (Getty)
+ الخط -

رفعت شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية أسعارها بالكامل بنسبة تتراوح بين 5 و10 في المائة، حيث يبدأ سعر أرخص سيارة تبيعها الشركة (الطراز 3 بالدفع الخلفي) بـ47 ألف دولار، في حين شهد الطراز X Tri زيادة قدرها 12500 دولار، من 126,490 دولاراً إلى 138,990 دولاراً.

وتعتبر هذه الزيادة الثانية التي تجريها "تسلا" في أقل من أسبوع، بعد أن رفعت تكلفة بعض الطرز بعيدة المدى يوم الأربعاء الماضي. ومع ذلك، فإن ارتفاع الأسعار اليوم ليس فقط أكبر من زيادة الأسبوع الماضي ولكنه ينطبق على كل سيارة تبيعها الشركة.

لم تعلق تسلا ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك بعد على الزيادات الجديدة في الأسعار على وجه التحديد، ولكن يوم الاثنين، غرد ماسك أن "تسلا وسبيس إكس تشهدان ضغوط تضخم كبيرة في الآونة الأخيرة في المواد الخام واللوجستيات".

وقد ارتفع التضخم بنسبة 7.9 في المائة في الولايات المتحدة هذا العام، بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة والغذاء والخدمات، في حين أن أسعار المواد الخام المستخدمة في تصنيع المركبات الكهربائية مثل الفولاذ والنيكل والبلاديوم، زادت بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

فعلياً، نظراً لأن التضخم والغزو الروسي لأوكرانيا يتسببان في ارتفاع أسعار الوقود، يفكر المزيد من السائقين في السيارات الكهربائية كبديل. ولكن بالنسبة للعديد من مصنعي السيارات الكهربائية، فإن تحديات سلسلة التوريد والتأخيرات في الإنتاج تعيق قدرتهم على الاستفادة من الطلب المتزايد.

حتى قبل الارتفاع الحاد في أسعار الغاز هذا العام، بدأ المستهلكون في شراء المزيد من السيارات الكهربائية والهجينة، والتي شكلت 6.2% من جميع مشتريات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة العام الماضي (ارتفاعاً من 4.2% في عام 2020)، وفقاً لشركة أبحاث صناعة السيارات "ادموندز".

ويشرح موقع "دوتلا" التكنولوجي المتخصص، أن الطلب على السيارات الكهربائية استمر في الارتفاع هذا العام، مع صعود أسعار النفط والغاز بشكل أكبر حيث أدارت الدول الغربية ظهورها لواردات الطاقة الروسية.

وقالت جيسيكا كالدويل، المديرة التنفيذية لشركة إدموندز: "إذا ظلت أسعار الغاز مرتفعة وكان هناك هذا الشعور السياسي لتقليل الاعتماد على النفط الروسي، أعتقد أن هذا لن يساعد إلا في مبيعات السيارات الكهربائية على المدى الطويل".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حاولت شركة "ريفيان" هي الأخرى التعويض عن ارتفاع التكاليف عن طريق رفع أسعار الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي بنسبة تصل إلى 20%، ولكن ردود فعل العملاء دفعتهم إلى التراجع عن الارتفاع الهائل على أولئك الذين لديهم طلبيات مسبقة.

لا يتوقع صانعو السيارات الكهربائية الآخرون مثل "فيسكر" وشركة "كانوو" "وبوليستار" التابعة لشركة فولفو، بدء تسليم سيارات الجيل الأول الخاصة بهم حتى وقت لاحق من هذا العام على أقرب تقدير.

حتى أن تسلا اضطرت إلى تأجيل الجدول الزمني لتسليمات جديدة لأنها، مثل الشركات المصنعة الأخرى، تواصل حساب النقص المستمر في رقائق أشباه الموصلات. نتيجة لذلك، أصبحت أسعار السيارات الكهربائية، مثل أسعار السيارات عموماً، أكثر تكلفة. 

فقد أصبحت مكونات المركبات الكهربائية القيّمة مثل أشباه الموصلات والنيكل المستخدمة في البطاريات أكثر تكلفة بسبب تحديات سلسلة التوريد والتضخم، مما يضع عبئاً إضافياً على المصنّعين والمستهلكين على حدٍ سواء.

وعلى وقع تصاعد الأزمة الحالية في أوكرانيا وانسداد أفق الحلول، يواجه المزيد من شركات صناعة السيارات صعوبات في استمرار عمليات الإنتاج، وقد انضمت إلى هذه الدائرة "فولكسفاغن" بإعلانها عن عدم قبولها طلبات شراء لمعظم إصداراتها الهجينة الموصولة بالكهرباء، حسب ما نقلته شركة "أوتوموبيلوش" الألمانية.

وذكرت "بزنس إنسايدر دويتشلاند" أنه في مصانع "بي إم دبليو" في ميونخ ودينغولفينغ وشتاير، وفي المصانع الصغيرة في أوكسفورد وهولندا، ستقف خطوط الإنتاج خلال الفترة القريبة المقبلة، بسبب نقص أحزمة الكابلات من أوكرانيا.

المساهمون