حالة من الغليان تعيشها غالبية الأسر المصرية نتيجة ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة عشية عيد الفطر السعيد، فيما يُعد أصحاب الدخل المحدود أبرز المترددين على الشراء في الأسواق التجارية.
وأمام الغلاء المستفحل في أسعار الملابس لدى المحال التجارية، أصبح اللجوء إلى الأسواق الشعبية أمراً حتمياً لغالبية المصريين، لشراء إما الملابس المستعملة أو الأقل جودة، أو التي تشوبها عيوب بسيطة، بأسعار مخفضة، حتى لا يحرموا أولادهم من فرحة العيد بارتداء الملابس الجديدة.
ومن الأماكن الموجودة في القاهرة بصفة خاصة، "وكالة البلح"، "العتبة"، "الموسكي"، "حلوان" و"الزيتون".
ومن بين الأسواق الشعبية في محافظة الجيزة "إمبابة شارع ربيع الجيزي" وأسواق "بولاق الدكرور"، إضافة إلى أسواق "الأحد"، "الثلاثاء"، "الخميس" و"الجمعة".
وتحرص الأسر على اصطحاب أبنائها باختلاف أعمارهم، بالتجول داخل تلك الأسواق لاختيار ما يناسبهم، متجاهلين التحذيرات من خطورة الزحام نتيجة انتشار فيروس كورونا.
سوق العتبة
سوق العتبة، وسط القاهرة، "ملجأ الفقراء" لشراء ما يحتاجونه من ملابس وغيرها بأسعار بسيطة، وهو السوق الأضخم على مستوى الأسواق الشعبية الموجودة في المحافظات المصرية.
وقبل العيد بأيام، تشهد المنطقة ازدحاما شديدا بين باعة متجولين وزبائن قادمين من كل حدب وصوب. وساعد وجود محطة "مترو العتبة" على زيادة إقبال المواطنين للتسوق منذ الصباح الباكر حتى أوقات متأخرة من الليل، رغم قرار الحكومة بإغلاق المحال الساعة التاسعة مساء بسبب كورونا.
ولا يلتزم التجار بقيود الوقت، خاصة المحال الموجودة في الشوارع الداخلية، فهم ينظرون إلى "عيد الفطر" بصفته موسما ساعد على الإقبال الشديد من المواطنين ما يدفعهم للاستمرار في العمل ليلا.
بائع الملابس، عبدالستار السيد، قال لـ"العربي الجديد"، إن عيد الفطر يعد الموسم الرئيسي لشراء ملابس الأطفال، ومحال أسواق العتبة تمتاز بتقديم كل الأذواق بأسعار معقولة بالنسبة للزبائن.
وأشار إلى أن المترددين على سوق العتبة هم من محدودي الدخل، مضيفا: "نحن كتجار نعرف المستويات الاقتصادية للزبون من خلال حديثه معنا، وملابس الأطفال تعد من أهم المشتريات الموجودة لدينا".
وتابع: "كتجار ملابس، نحب التعامل مع الرجال بخلاف السيدات في عملية البيع، فالسيدة تناكف كثيراً في عملية الشراء وبعدها من الممكن أن لا تشتري".
كما يرى زميله كمال عبدالكريم أن الظروف الاقتصادية وأزمة كورونا، أثرت كثيراً في معدل الشراء، حيث إن الأسر تحرص على شراء "طقم" (بنطلون وتيشرت) لكل طفل، لكن بشكل عام شراء ملابس العيد للأطفال، عادة تحرص عليها الأسر المصرية، وتعتبر أحد أسباب البهجة رغم كل الظروف.
ظروف البطالة ودخل الأسر
أحمد مجدي، الحاصل على ليسانس دار علوم، متزوج وله طفلان، قال إن "ظروف البطالة دفعتني للعمل في سوق الملابس، فكنت في البداية بائع متجول، وحاليا شريك في محل ملابس".
كما أكد أن "معظم العمال في سوق العتبة هم أصحاب مؤهلات وعاطلون من العمل، ولديهم ظروف اجتماعية صعبة، وبعض المسؤولين في الحكومة ما زالوا يطاردونهم يوميا".
وأشار صاحب محل الملابس، فتحي محمود، إلى أن "ملابس سوق العتبة معروفة بخامتها ما بين المتوسطة والجيدة، وزبون السوق ثابت وجميعهم من محدودي الدخل، وأسعار الملابس تختلف على حسب درجة القطعة، سواء كانت درجة أولى وهي أعلى درجة تليها درجة ثانية فيها عيوب صغيرة غير ظاهرة، مثل فقد الأزرار، ثم تأتي في الدرجة الأخيرة تلك الأقل جودة".
وتشير زينب عبدالله، أم لطفلين، إلى أنها اعتادت على شراء ملابس العيد لابنيها من العتبة لأن "أسعارها تناسب دخل الأسرة، كما أحرص على شراء الملابس الجديدة للأطفال كنوع من الفرحة والسعادة".
بدوره، أشار الموظف ياسين علي الأب لثلاثة أطفال، إلى أن أسعار ملابس الأطفال مرتفعة جداً مقارنة بالعام الماضي، في جميع المحال والمراكز التجارية، مضيفاً أنه لجأ إلى الأسواق الشعبية، لأنها تتفق مع وضعه المادي.