قالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية في تحليل لها، اليوم الثلاثاء، إن الرأي المتفق عليه هو أنه منذ وصول دونالد ترامب لسدة الرئاسة عام 2016 تمت إعادة كتابة سياسات التجارة بإنهاء مسيرة تحريرها والعولمة المصاحبة لها والتي استمرت 70 عاما.
ومن ثم، وفقا للمحللين السياسيين، فإن أعظم إنجاز لولاية ترامب الأولى هو تحوله بعيدا عن أرثوذكسية التجارة الحرة للجمهوريين نحو الحمائية وذلك بهدف كسب أصوات الطبقة العاملة في الولايات الصناعية البائسة والتي توصف بالمتأرجحة.
لكن "بلومبيرغ" ترى أن سياسات ترامب التجارية تحولت بعد 4 سنوات إلى نقطة ضعف لا قوة، فنظرة الأميركيين للتجارة في نهاية ولايته الأولى أصبحت أكثر تفاؤلا مما كانت عليه عند بداية توليه الحكم.
ففي فبراير/شباط 2016 بلغت نسبة الأميركيين الذين يرون في التجارة فرصة نحو 58%، وفقا لاستطلاع مؤسسة غالوب، بينما ارتفعت النسبة، وفقا للمؤسسة ذاتها، في فبراير/شباط 2020 ،إلى نحو 79% من المستطلعة أراؤهم، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق منذ عام 1992.
ويرى منتقدو ترامب أن حروبه التجارية تحولت لنقطة ضعف سياسية في الولايات المتأرجحة، ضاربين لذلك مثلا بإعلان منشور في ولاية بنسلفانيا مناهض لحرب ترامب التجارية مع الصين ورسومه على واردات الصلب، حيث تمت مشاهدة هذا الإعلان 8.8 ملايين مرة وأعيد تغريده ما يقرب من 100000 مرة، في الولاية ذاتها.
وتضيف بلومبيرغ أن ترامب أطلق على نفسه "رجل الرسوم الجمركية"، واعتبرها العمود الفقري لعقيدته التجارية، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن الرسوم في الواقع لم تحظ بالشعبية، فاستطلاعات الرأي أظهرت باستمرار أن المزيد من الأميركيين يعتقدون أن التعرفات تضر بالاقتصاد الأميركي أكثر من مساعدته.
ترى الوكالة أن ترامب زعم أن رسومه الجمركية أنقذت شركات الصلب الأميركية، ولكن مع استمرار تراجع الإنتاج وقرب الوظائف من أدنى مستوياتها على الإطلاق، فإن الصناعة الأميركية الشهيرة أصبحت تبحث عن حل طويل الأجل.
وتختتم الوكالة التقرير بتساؤل بشأن من سيفوز بالانتخابات الرئاسية وما هي سياسة الفائز التجارية في السنوات القادمة، مؤكدة أن سياسات التجارة ليست دائمًا بالوضوح الذي تبدو عليه.