يجلس الصياد الفلسطيني موفق زيدان، مع أبنائه على مقربة من شاطئ بحر مدينة غزة في وقتٍ مبكر من صباح كل يوم، عارضاً الكميات التي يصطادها من "سلطعون" البحر (الجلبمات كما يسميها أهالي القطاع) لزبائنه أو التجار الذين يتوافدون عليه في هذه الفترة من كل عام من أجل شرائها.
ويتمركز الكثير من الصيادين على مقربة من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين وميناء غزة البحري عارضين ما تمكنوا من اصطياده، وتتفاوت أسعار سلطعون البحر من صياد لآخر حسب طريقة الصيد التي تتم بها، فيما تتم عملية البيع بصناديق تتراوح إجمالي الكمية فيها من 5 إلى 7 كيلوغرامات بسعر يتراوح بين 25 و35 شيكلاً إسرائيلياً للصندوق في المتوسط، (الدولار= 3.21 شواكل).
يوفر موسم صيد السلطعون فرص عمل لبعض الفئات، خصوصاً الشباب المتعطلين عن العمل، إذ يعمل بعضهم في رمي شباك الصيد، وآخرون على تنظيف "سلطعون البحر"
ويوفر موسم صيد السلطعون فرص عمل لبعض الفئات، خصوصاً الشباب المتعطلين عن العمل، إذ يعمل بعضهم في رمي شباك الصيد، فيما يعمل بعضهم على تنظيف "سلطعون البحر" بعد بيعه مقابل الحصول على مبلغ يتراوح بين 3 إلى 5 شواكل للسلة البلاستيكية الواحدة.
ويعمل زيدان مع أبنائه الأربعة على اصطياد أكبر كمية ممكنة من خلال رمي الشباك في ساعات متأخرة من الليل ثم القيام بسحبها في ساعات مبكرة من الصباح، قائلا لـ"العربي الجديد" إن الفترة من سبتمبر/ أيلول وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني تعتبر ذروة البيع بالنسبة لسلطعون البحر، أو ما يعرف شعبياً بـ "الجلبمات" فقد أضحت هذه الوجبة حاضرة بكثرة على موائد الفلسطينيين في العقد الأخير مقارنة بفترات زمنية سابقة.
ويشير إلى أن الكمية التي يتم وضعها من سلطعون البحر في الصناديق تراجعت من 15 كيلوغراماً إلى 7 كيلوغرامات حالياً، نظراً لزيادة الطلب وقلة العرض خلال السنوات الأخيرة عدا عن ارتفاع أسعارها بعض الشيء إذ كانت تصل في بعض الأحيان إلى 15 شيكلاً إسرائيلياً.
ويفرض الاحتلال على القطاع طوقاً بحرياً ويتحكم في المساحة البحرية المسموح للصيادين بالوصول إليها والتي لا تزيد على 15 ميلاً بحرياً، فيما يقدَّر حجم الأسماك التي تُجمَع من البحر أو من مشاريع الاستزراع السمكي بقرابة 3500 طن لا تكفي لسد حاجة السوق المحلية، وفقاً لوزارة الزراعة في غزة.
أما الصياد محمد حسونة فيعمل هو الآخر في صيد السلطعون، برفقة مجموعة من الصيادين، باعتباره موسماً هاماً لكسب الرزق وتوفير مصدر دخل لهم، سواء للبيع المباشر للسكان، أو توريد كميات للتجار أو بعض المطاعم المختصة في مجال المأكولات البحرية.
خلال السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع وجبة سلطعون البحر حتى أصبحت تحظى باهتمام شعبي بين الفلسطينيين في قطاع غزة في موسم اصطيادها
يقول حسونة لـ"العربي الجديد" إن ضعف صيد الأسماك لقلة وجودها على المسافة القريبة من شاطئ البحر، أدى إلى تركيز الصيادين على السلطعون الذي يتم اصطياده على مسافة 3 أميال بحرية فقط.
ويضيف أنّ ظاهرة السلطعونات لم تكن موجودة كثيراً قبل عام 2010، فيما كان الصيادون يقومون بجمعه وبيع الـ 10 كيلوغرامات منه إلى التجار في مصر عبر الأنفاق الأرضية التي كانت موجودة بمبلغ مالي يتجاوز 120 شيكلاً إسرائيلياً.
وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع وجبة سلطعون البحر حتى أصبحت تحظى باهتمام شعبي بين الفلسطينيين في قطاع غزة في موسم اصطيادها.
وأضحى الصيادون ينظرون لها على أنه موسم رزق يساهم في إعانتهم إلى جانب عملهم في اصطياد الأسماك الأخرى، خصوصاً في أوقات تبدل المواسم البحرية والتي تشهد انخفاضاً في الصيد لا سيما مع عدم سماح قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم بالوصول لمسافات أكثر من 15 ميلاً في أفضل الأحوال.