استحوذت شركة "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات على الترتيب الأول عالمياً في عام 2021، من حيث تسليم الطائرات، وذلك للعام الثالث على التوالي، متفوقة بفارق كبير يقارب الضعف على "بوينغ" الأميركية، التي حصلت في المقابل على صفقات أكبر.
وتفوقت الشركة الأوروبية على نظيرتها الأميركية بفارق كبير، بعد أن سلمت 611 طائرة العام الماضي، وفق تقديرات صادرة عن مجموعة "جيفريز"، وهي بنك استثمار متعدد الجنسيات يتخذ من نيويورك مقراً رئيسياً له.
وأشارت جيفريز، إلى أن بوينغ التي ستعلن في وقت لاحق، اليوم الثلاثاء، النتائج النهائية للعام الماضي، سلمت 337 طائرة جديدة للعملاء خلال 2021.
بوينغ تستعد للفوز بسباق الطلبات
وبهذه التقديرات، تقلّ تسليمات بوينغ بنحو النصف عن إيرباص. لكن فيما فازت إيرباص بسباق التسليم، تستعد بوينغ للفوز بسباق الطلبات، إذ حققت الشركة الأوروبية مبيعات إجمالية قدرها 771 طائرة في 2021، مقارنة بنحو 829 طائرة حققتها منافستها الأميركية بنهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.
وحصلت إيرباص، بنهاية العام على طلبات جديدة من عملاء من بينهم "إنديغو بارتنرز" الأميركية، لكن بعض تلك الاتفاقات لم تُدرَج قبل نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
وتعكس البيانات مدى اعتماد تفوق إيرباص على طراز "ايه 320" الرائد الذي استحوذ على تسليم 483 طائرة من ذلك الطراز في عام 2021، بما يعادل نحو 80% من إجمالي التسليمات.
وقال غيوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص في مكالمة هاتفية مع المحللين للتعليق على الأرباح الصادرة أخيراً: "عندما بدأنا العام، لم نتوقع تسجيل عام 2021 طلبات قوية، وفي الواقع، رأينا في النصف الثاني من العام نشاطاً كبيراً على ذلك الصعيد"، مضيفاً أن الطلبات تمثل مؤشراً على تطلع العملاء لما بعد جائحة فيروس كورونا.
وتشير معركة الطلبات المتقاربة بين شركات تصنيع الطائرات إلى العودة للمشهد التنافسي التقليدي على الصفقات. وقد شهدت تلك المنافسة تغيرات جذرية منذ إيقاف تشغيل الطائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس" بعد حادثين مميتين في أكتوبر/تشرين الأول 2018 ومارس/آذار 2019، ، ثم عودة زخم الطلب المكبوت على ذات الطراز صغير الحجم عقب العودة إلى السوق مرة أخرى.
انخفاض أسعار الطائرات
واستفادت شركات الطيران من انخفاض الأسعار نهاية العام الماضي، لتسجيل طلبات تاريخية، ومن بينها صفقة "إنديغو بارتنرز" الأميركية لشراء 255 طائرة صغيرة الحجم من "إيرباص"، وشراء "أكاسا إير" الهندية 72 طائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس"، وقد وُقِّعَت الصفقتان في "معرض دبي للطيران" في نوفمبر/تشرين الأول الماضي.
كذلك تحولت شركتا "الخطوط الجوية الفرنسية - كيه إل إم"، و"كانتاس" الأسترالية إلى طلب طائرات صغيرة الحجم من "إيرباص" في ديسمبر/كانون الأول، بعدما اعتمدتا سابقاً على "بوينغ" في طلب ذلك الطراز.
لكن صفقات الشركتين لم تظهر بسجلات عام 2021، إذ سيتم تأكيد صفقة "الخطوط الجوية الفرنسية - كيه إل إم" في الأسابيع المقبلة، في حين من المقرر أن تحذو "كانتاس" حذوها مطلع عام 2022.
يأتي ذلك في حين يبقى هناك طلب مفتوح من "أي إيه جي" المالكة للخطوط الجوية البريطانية، للوصول إلى اتفاق تفصيلي لطلب 200 طائرة من طراز "737 ماكس"، التي ترجع إلى عام 2019. كذلك تبحث "دلتا إيرلاينز" الأميركية عن مزيد من الطائرات، وقالت إنّ من المحتمل انضمام طراز "737 ماكس" إلى أسطولها.
ويتمثل التحدي أمام "إيرباص" بالإسراع بإنتاج طراز "إيه 320" الرائد. فقد قال الرئيس التنفيذي للشركة، إن إيرباص ملتزمة إنتاج 65 طائرة شهرياً حتى منتصف عام 2023، كذلك فإنها تدرس إمكانية تجاوز ذلك.
وأضاف فوري أنه سُوِّيَت مشكلات سلسلة التوريد، التي سببت معدلات إنتاج مخيبة للآمال في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، على الرغم من معاناة الشركة من ارتفاع أسعار الطاقة ونقص المواد الخام والموظفين.
شركات الطيران تستبدل أساطيلها
وكانت إيرباص قد توقعت، في تقرير على هامش معرض دبي للطيران في نوفمبر/تشرين الثاني، ألا يتأثّر الطلب على اقتناء طائرات جديدة بجائحة كورونا، إذ تعوّل المجموعة الأوروبية على استبدال أساطيل بطائرات تنبعث منها نسب أقل من ثاني أوكسيد الكربون.
وقالت إن الطلب على الطائرات الجديدة سيبلغ حوالى 39 ألف طائرة ركاب وشحن جديدة بحلول عام 2040. وتماشى هذا التقدير مع التوقعات السابقة التي أصدرتها الشركة في سبتمبر/أيلول 2019 قبل انتشار كورونا، وذكرت حينها أن الطلب على الطائرات الجديدة سيبلغ 39210 طائرات خلال العقدين المقبلين.
لكن إيرباص تبدو أكثر تحفظاً في تقديرها للطلبات الجديدة من منافستها الأميركية بوينغ، التي توقعت الحاجة إلى 43610 طائرات جديدة.