استفز "إضراب الكرامة" الشامل الذي نفذه الفلسطينيون في غزة والضفة وأراضي 48 المحتلة، الإسرائيليين، فيما اعتبره المضربون حقاً وواجباً لرفض الاعتداءات الوحشية التي ينفذها الاحتلال وتطاول كل مناطق فلسطين التاريخية.
وقالت صحيفة "جورزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير، إنّ "القطاع العربي الإسرائيلي نفذ إضرابًا كبيرًا في أنحاء إسرائيل والضفة الغربية يوم الثلاثاء للتعبير عن تضامنه مع سكان الشيخ جراح في القدس الشرقية وقطاع غزة".
وشمل الإضراب قطاع العمل العربي بأكمله، باستثناء نظام التعليم الخاص والقطاع الصحي العربي.
وقام النشطاء العرب بحملة طوال الصباح، طالبوا الناس بعدم الذهاب إلى العمل من أجل دعم الإضراب. وقالت الصحيفة الإسرائيلية "تعطلت وسائل النقل العام في جميع أنحاء إسرائيل، فيما عملت وزارة النقل على تقليل التأثير قدر الإمكان".
وأضافت الصحيفة أنه "في حين رفض معظم القطاع الطبي المشاركة في الإضراب، اختاروا تنظيم احتجاج سلمي في حيفا ظهراً بدلاً من ذلك"، فيما تغيّب حوالي 1500 عامل طبي عن العمل، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية.
وقد اعترض على الإضراب ودعمه عدد من أعضاء الكنيست، وفق الصحيفة. عضوة الكنيست عن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" عايدة توما سليمان، غردت على "تويتر"، قائلة إن "الجمهور العربي أظهر الوحدة في نضاله وأعطى الأمل هذا الصباح".
في غضون ذلك، دعا رئيس حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير وزيري الصحة والنقل إلى "طرد العمال المضربين الذين يتعاطفون مع الإرهاب".
وطالب بن جفير، في رسالته إلى الوزراء، بإصدار تعليمات صريحة لجميع أصحاب العمل توضح أنّ "الموظف الذي لا يأتي إلى العمل بسبب الإضراب هو داعم للإرهاب ويجب استدعاؤه إلى جلسة استماع قبل ذلك". وقال أيضاً إنه "إذا لم يتم التعامل مع الإضراب على الفور، فسوف يتسبب في كارثة وطنية".
كما علق عضو الكنيست شاس موشيه أربيل، حيث قال إنّ "عرب إسرائيل لن يذهبوا إلى أي مكان، ولا نحن كذلك - نحن نعرف، نحتاج ونعيش مع بعضنا البعض".
وتعرضت شركة الاتصالات العملاقة "سيلكوم" لإطلاق نار، بعد أن أغلقت خدماتها لمدة ساعة تضامناً مع الإضراب. وأعلن مجلس غوش عتصيون الإقليمي عن قراره بإنهاء عقده مع شركة "سيلكوم"، والبحث عن مزود خدمة بديل، قائلاً إنّ "سيلكوم" موجودة بوضوح في "واقع خيالي".
كذلك، لفتت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير عن الإضراب، إلى أنه "تم إغلاق العديد من الشركات المملوكة لفلسطينيين في البلدة القديمة كجزء من "يوم الغضب". وتابعت "كان التأييد للإضراب العام مرتفعاً في البلدات داخل إسرائيل".
وقال محمد بركة، أحد منظمي الإضراب، إنّ الفلسطينيين يعبرون عن "موقف جماعي ضد العدوان" الإسرائيلي على غزة والقدس، وكذلك "القمع الوحشي من قبل الشرطة في جميع أنحاء إسرائيل".
وقال كاسترو عثمان لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها الجميع تقريباً يشاركون في تحرك واحد. نشعر أننا في صراع وجودي".