وصل عبد الفتاح السيسي إلى موقع الرئاسة في مصر على صهوة عدد من الوعود، أبرزها حملة "من أجل شباب مصر" التي تضمنت مشروع بناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال خمس سنوات، من خلال تمويل شركة "أرابتك" الإماراتية، والقوات المسلحة المصرية، على أن يبدأ التنفيذ من مطلع العام 2015، وينتهي قبل نهاية العام 2020.
وها هي الشركة الإماراتية، بعدما ساعدت السيسي على بيع الأوهام للمصريين لكسب أصواتهم الانتخابية، تعلن إفلاسها، يوم الأربعاء، وفي العام ذاته الذي كان من المفترض أن يتسلم المصريون مساكنهم. فما القصة؟
في مارس/ آذار 2014، أعلن السيسي عن المشروع كجزء من برنامجه الانتخابي وبما يتعدى صلاحياته وموقعه كوزير دفاع، وحينها ساد الغموض كافة بنود الاتفاق الذي حدد موعد خمس سنوات لإنهاء تشييد مليون وحدة سكنية في العام 2020، على أن تباع بسعر الكلفة.
واختفى المشروع بعد فوز السيسي في الانتخابات، بعدما تم نقله إلى وزارة الإسكان بدلاً من الجيش، ولم يتلق المصريون غرفة واحدة في المشروع الذي تبين أنه خديعة كبرى.
ففي العام 2016، وبعد تزايد التساؤلات حول هذا المشروع، فاجأ رئيس الحكومة المصرية في ذلك الوقت، شريف إسماعيل، الجميع بإسقاط مشروع تشييد مليون وحدة سكنية المقدرة تكلفته بنحو 40 مليار دولار من برنامج حكومته، الذي قدمه أمام مجلس النواب المصري.
وأعلنت شركة "أرابتك" القابضة، المدرجة بسوق دبي المالي، الأربعاء، حل الشركة والتقدم بطلب للمحكمة المختصة لإعلان إفلاس الشركة وتصفيتها.
ووافقت الجمعية العمومية للشركة على أن يقوم مجلس الإدارة قبل إشهار الإفلاس بإطلاع أصحاب المصلحة على آثار التصفية خلال مهلة تصل إلى شهرين.
وسجلت شركة "أرابتك القابضة"؛ أكبر شركة مقاولات في إمارة دبي، خسائر بقيمة 794 مليون درهم (216.3 مليون دولار) خلال الأشهر الستة الأولى من 2020، ليقفز إجمالي خسائرها المتراكمة إلى 1.45 مليار درهم، ما يشكل 97.2% من رأسمالها البالغ 1.5 مليار درهم.
وقالت الشركة، في بيان، لسوق دبي المالي، إنّ الأسباب الرئيسية، التي أدت إلى بلوغ هذه الخسائر المتراكمة، هي محدودية السيولة في قطاع العقارات والإنشاءات، الأمر الذي أدى إلى حالات تأخير في العديد من المشاريع، وبالتالي تكبد تكاليف إضافية متصلة بالتأخير.
وأشارت إلى أن تباطؤ القطاعات العقارية أدى إلى محدودية الفوز بمشاريع جديدة في عام 2020، وحالات تأخير في التسويات واسترداد المستحقات والمطالبات، ما أدى إلى انخفاض التدفقات النقدية.
وأضافت أنّ حالات التأخير الكبيرة والزيادة في التكلفة المتوقعة لبعض المشاريع الرئيسية أدت إلى تكبد خسائر إضافية في النصف الأول من 2020.
وفي العام 2014 قال العقيد أحمد محمد علي المتحدث باسم الجيش المصري، في بيان نشر على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" "أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير عبد الفتاح السيسي حملة "من أجل شباب مصر" لحل مشكلة الإسكان للشباب ذوي الدخل المحدود، والتي تبدأ بالاتفاق على إنشاء مليون وحدة سكنية بالتعاون بين شركة أرابتك الإماراتية والقوات المسلحة المصرية خلال السنوات الخمس المقبلة".
وأضاف بيان المتحدث العسكري أن السيسي استقبل حسن عبد الله اسميك العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لمجموعة "أرابتك" القابضة (الذي استقال فيما بعد).
وتابع أنّ اسميك "عرض الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن لإطلاق المشروع والنتائج التي تم التوصل إليها بعد سلسلة الاجتماعات التي تمت بين الشركة والقوات المسلحة المصرية لتحديد مواقع الإنشاء والآليات القانونية والتمويلية والبرنامج الزمني للتنفيذ".
ونقل البيان عن اسميك قوله إنّ المشروع سيؤدي إلى توفير فرص عمل لأكثر من مليون مصري. ولم يذكر البيان قيمة المشروع.