تقف هذه الزاوية عند مترجمي الأدب العربي إلى مختلف اللغات. ما هي مشاغلهم وأسئلتهم وحكاية صداقتهم مع اللغة العربية". "الأدب العربي يتسم بالأصالة والحداثة معاً"، يقول المترجم التركي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ متى وكيف بدأت علاقتك باللغة العربية؟
- بدأت علاقتي مع اللغة العربية من خلال تخصصي، حيث حصلت على الدكتوراه من جامعة مرمرة في إسطنبول قسم اللغة العربية وبلاغتها. وأثناء دراستي الجامعية كنت أعمل في دار نشر مترجماً وباحثاً، وهذا جعلني أطوّر تجاربي اللغوية من ناحية الكتابة والترجمة والمعرفة.
■ ما أول كتاب ترجمته وكيف جرى تلقيه؟
- تجاربي مع الترجمة كثيرة، وحالياً اهتمامي بالترجمة منصب على الترجمة الأدبية، إلى جانب تخصصي في ترجمة الوثائق العثمانية أيضاً، وترجمتُ الكثير منها إلى اللغة العربية للباحثين والأكاديميين، أما أول ترجمة أدبية لي من العربية إلى التركية، فكانت المجموعة القصصية "نكات للمسلحين" للكاتب الفلسطيني مازن معروف.
■ ما آخر إصداراتك المترجمة من العربية وما هو إصدارك القادم؟
- سأذكر هنا ترجماتي الأدبية فقط، لأن لدي الكثير من الترجمات خارج نطاق الأدب أيضاً. نُشرت مؤخراً ترجمتي لرواية "ذاكرة الجسد" للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وقبلها كنتُ قد ترجمتُ من الأدب العربي أيضاً رواية "حارث المياه" للكاتبة اللبنانية هدى بركات، وروايتي "صائد اليرقات" و"إيبولا 76" للكاتب السوداني أمير تاج السر (قيد الطبع)، ورواية "زايا" للكاتبة السعودية ريم الصقر. وفي هذا العام أجهز لنشر ترجمتي لرواية "الموت عمل شاق" للكاتب السوري خالد خليفة، أما تجاربي في الترجمة للروايات من اللغة التركية إلى اللغة العربية فقد ترجمت رواية تاريخية وثائقية للكاتب التركي عمر أرتور، وسيتم نشرها هذا العام.
من المهم أن يصل الأدب العربي قديمه وحديثه إلى المجتمع التركي
■ ما العقبات التي تواجهك كمترجم من اللغة العربية؟
- برأيي يجب على المؤسسات العربية أن تدعم الدور أو المترجمين الذين يقومون بترجمة ونشر الأدب العربي إلى اللغة التركية، وليس فقط دعم الترجمة إلى اللغة الانكليزية، لأن المستحقات التي يتم دفعها في مجال الترجمة الأدبية قليلة للغاية.
■ نلاحظ أن الاهتمام يقتصر على ترجمة الأدب العربي وفق نظرة واهتمام معينين، ولا يشمل الفكر وبقية الإنتاج المعرفي العربي، كيف تنظر إلى هذا الأمر وما هو السبيل لتجاوز هذه الحالة؟
- هناك دور نشر مهتمة بالكتب التاريخية والفكرية، فلا أعتقد أن الاهتمام يقتصر فقط على الترجمة الأدبية، بالعكس تماماً توجد العديد من الكتب الفكرية والدينية المترجمة. وكمثال على ذلك قمتُ بترجمة كتابي "ولاة دمشق في العهد السلجوقي" و"ولاة دمشق في العهد العثماني" لصلاح الدين المنجد، كما ترجمت كتاب "تاريخ الزنكيين" في الموصل وبلاد الشام لمحمد سهيل طقوش (تحت الطبع)، وأعتقد أنه يجب تعريف العالم العربي بمثل هذه الاهتمامات.
■ هل هناك تعاون بينك وبين مؤسسات في العالم العربي أو بين أفراد وما شكل التعاون الذي تتطلع إليه؟
- هناك تعاون بيني وبين منصة تعليم العربية لمعهد الجزيرة للإعلام من خلال ترجمة المواد إلى اللغة التركية، كما لدي تعاون مع الكثير من الأكاديميين بخصوص ترجمة الوثائق العثمانية. وكمترجم بالتأكيد فإنني أطمح للتعاون مع العديد من المؤسسات العربية الهامة في مجال الأدب والترجمة وما يفيد اللغة العربية، وكذلك الأمر بالنسبة للأفراد ممّن يمكن التعاون معهم.
■ ما هي المزايا الأساسية للأدب العربي ولماذا من المهم أن يصل إلى العالم؟
- الأدب العربي يتسم بالأصالة والحداثة معاً، وهو مادة دسمة وكبيرة ومتنوعة للمترجم من حيث الفكر والاطلاع والثقافة والمهنية، ومن المهم جداً وصول الأدب العربي إلى المجتمع التركي الذي لديه فضول لهذا العالم الجميل بتاريخه وغناه الحضاري، إضافة لقربه في بعض الأمور من المجتمع التركي، لذلك كان من المهم نقل روائع الأدب العربي قديمه وحديثه إلى اللغة التركية وكل لغات العالم.
بطاقة
Mustafa İsmail Dönmez مترجم وأكاديمي تركي من مواليد عام 1977. حصل على الدكتوراه من قسم اللغة العربية وبلاغتها في جامعة مرمرة في إسطنبول، ويعمل حالياً كرئيس لقسم الترجمة فرع اللغة العربية بجامعة سلجوق في مدينة قونية، بالإضافة إلى عمله كمتخصص في الوثائق العثمانية وترجمتها إلى اللغة العربية. صدرت له عدة ترجمات تركية من الأدب العربي، من آخرها: "حارث المياه" لهدى بركات، و"ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي، وله عدة ترجمات أخرى تحت الطبع.