تماثيل العُنصريّة

62D680BA-84CC-47D6-9350-ABEAD8F8CF26
نجم الدين خلف الله

باحث وأستاذ جامعي تونسي مقيم في باريس

15 يونيو 2020
1BDAF044-75E9-4626-AD11-E09B57EF0CD8
+ الخط -

تتالت، في الساعات الماضية، عمليات تحطيم التماثيل الرامزة للحقبة الاستعماريّة، في كلّ من أوروبا وأميركا، في ما يُشبه هبّة ضمير مفاجئة أو رغبة انتقام مستعرة. تهدف هذه الأعمال إِلى إِرضاء ظرفيّ للضمير أكثر منها إلى مُحاسبة كُليّة عن جرائم فظيعة، دامت لقرون.

ذلك أنّ تصفية الماضي الاستعماري وتفكيك عهود من ممارساته العنصرية والتطهير العرقي والميز ضدّ السود والعرب، وحتى الإبادة الجماعيّة لبعض عشائرهم، تقتضي مساراً سياسيّاً منهجيّاً تتضافر فيه مؤسسات الدولة والمجتمع من أجل التفكيك والاعتذار، ولمَ لا التعويض المالي، وهو مستحقّ، ولا يسقط بالتقادم.

أما ما نادى به بعض مثقّفي فرنسا من ضرورة وضع نصوص تفسيرية، تحت تلك التماثيل والرسوم واللوحات، تشرح سياقاتها التاريخية، فمجرّد تبرير بارد، لا يمكن إلا أن يُشرّع للتغاضي عن جرائم الماضي وقد يغذّي الكراهية والاستعلاء في الحاضر.

فظاعة تلك الأعمال هي من الرسوخ في اللاوعي الجمعي الأوروبي بحيث لا تكفي فيها هبّة عابرة يقوم بها أفراد مجهولون أو جمعيات ثقافيّة مغمورة، سرعان ما تخفُت. والمأمول وضعُ خطّة شاملة، يسهر على تنفيذها تحالفٌ بين السياسي والثقافي، ضمن مسار بعيد المدى، إذ الأصنام لا تسقط، ما لم يسقط الفكر الأورو-مركزي الذي يعضدها ونظريات الاستعلاء التي تغذّيها ثم ذلك الصمت القضائي-الأمني المُريب الذي غالباً ما يَرين على قضاياها.


دلالات

ذات صلة

الصورة

منوعات

يتفرّد علم قطر بلون أرجواني نادر بين أعلام العالم، وهو اللون الذي أصر القطريون على الاحتفاظ به على مرّ التاريخ ناجياً من احتمالات إلغائه. 
الصورة
متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في الدوحة في قطر 1 (معتصم الناصر)

مجتمع

لم يتجاوز عمر متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني عامه الخامس والعشرين، غير أنّه تحوّل سريعاً إلى مقصد سياحي بارز في قطر يجذب المواطنين كما الوافدين المقيمين وزائري البلاد.
الصورة
يتميز معبد هيليوس بأنه من المعابد الأيونية النادرة في لبنان (العربي الجديد)

مجتمع

أسفل جبل حرمون أو جبل الشيخ يقع معبد هيليوس الذي يضم آثاراً تروي حكايات تغوص في التاريخ، ويمكن أن تجعله بسهولة - في حال الاهتمام به- معلماً سياحياً بارزاً
الصورة
تعرض مقام إبراهيم الخليل إلى الإهمال والهجر (عبد الحكيم أبو ريّاش/ العربي الجديد)

منوعات

يتجسد عبق التاريخ في الجدران العتيقة لمقام إبراهيم الخليل، في بلدة عبسان الكبيرة، الواقعة في المنطقة الشرقية إلى الجنوب الشرقي من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، والذي تميز بدِقة معماره التراثي الإسلامي القديم
المساهمون