ينطلق معرض الفنّان التشكيلي علي رضا سعيد في "غاليري الأورفلي" بعمّان، عند السادسة والنصف من مساء الإثنين، 17 من الشهر الجاري، تحت عنوان "تواشجات" ويتواصل حتى الثاني من آذار/ مارس المقبل.
يحتل المكان موقعاً أساسياً في تجربة سعيد، الفنان العراقي الذي درس في "كلية الفنون الجميلة" ببغداد سنة 1984، ثم انتقل إلى العيش في عمّان قبل أن يغادر إلى تونس ويدرس في "المعهد العالي للفنون الجميلة" ويحصل منه على درجة الدكتوراه عام 2013.
ويبدو أن حالة الترحل والتنقل بين الأمكنة كانت تقابلها حالة المكوث والاستقرار في اللوحة؛ حيث سنجد مقاهٍ وأحياء ومدناً بعيدة، كأنما الفنان يثبّت المكان في العمل الفني، مستخدماً ألوان فاتحة تميل بعمومها إلى الزرقة والرمادي في حالة مموّهة لا يوجد فيها لون في حالته النقية الصافية، بل دائماً طيف منه كما لو أنه ليس حقيقياً.
يقول الفنان في إحدى مقابلاته إن أعماله تعكس تجربة أبناء جيله الذين عايشوا الحرب والمنفى، ويضيف أنَّ البعد الرمزي في لوحته لا يمكن فصله عن رؤيته للفن بشكل عام، "فالرمز في لوحتي لا يبلغ مرحلة التجريد، وإنما يبقى رمزاً تعبيرياً شديد الالتصاق بحالات الإنسان، أو بالجسد البشري ذاته، في محاولة لجعل الإنسان القيمة المباشرة للفن".
التواشجات التي يلفت إليها عنوان المعرض ليست فقط تلك المتعلّقة بتجربة الفنان الشخصية وعلاقته المركّبة بالأمكنة التي يحوّلها إلى مكان واحد في نهاية المطاف، وهو لوحته، ولكنها أيضاً تلك العلاقات التشكيلية بين عدة خامات وعناصر مختلفة الخصائص والمكونات يوحّدها الفنان في حضور بصري متناسق.