"مهرجان الشعر الملحون": دورة مختصرة

25 سبتمبر 2019
(منارة في مدينة مستغانم، تصوير: هواري ياسين زين الكلمة)
+ الخط -

منذ انطلاقه في مدينة مستغانم غربَي الجزائر في 2013، حافظ "المهرجان الوطني للشعر الملحون - سيدي لخضر بن خلوف" على موعدٍ قار، على عكس كثيرٍ من التظاهرات الثقافية والفنية الجزائرية التي اختفى بعضُها وشهد بعضُها الآخر عدّة انقطاعات.

غالباً ما يكون ضعف التمويل أو غيابه سبباً رئيسياً في ذلك، خصوصاً منذ 2015؛ وهي السنة التي شهدت تطبيقاً لسياسة التقشّف في القطاع الثقافي، ما أدّى إلى إلغاء أو دمج مهرجاناتٍ، وتقليص أُخرى، كما هو الحال بالنسبة إلى "مهرجان الشعر الملحون" الذي قٌلّصت مدّته من أسبوع كاملٍ إلى أربعة أيام، فثلاثة فقط في دورته المقبلة.

مساء اليوم الأربعاء، تنطلق الدورة السابعة من المهرجان في "المسرح الجهوي - جيلالي بن عبد الحليم"، وتستمرّ حتى السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، بمشاركة 16 شاعراً شعبياً و18 مؤدّياً للشعر الملحون، و11 أكاديمياً وباحثاً في التراث والثقافة الشعبية.

تشهد الدورة الجديدة تنظيم ملتقى وطني بعنوان "مساهمة الشعر الملحون في تدوين التاريخ"، يُقام يوم غدٍ في "المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية - مولاي بلحميسي" بالمدينة، في حين تصدُر أعمال الملتقى الوطني الذي نُظّم في الدورة الماضية بعنوان "الشعر الملحون تراثٌ حيّ" في كتاب يحمل العنوان نفسه.

إلى جانب القراءات الشعرية وندوات المؤتمر الوطني، يُعرَض تركيبٌ موسيقي بعنوان "في كْلامو قال الشاعر"، للملحّن والعازف الجزائري أمين شيخ، إضافةً إلى فيلمين وثائقيَّين حول الشاعرَين الشعبيَّين اللذين يكرّمهما المهرجان في دورته الحالية؛ وهما بلقاسم ولد السعيد (1883 - 1945) وزرّوق الدغفالي (1949 - 2006).

وتُقام، على هامش التظاهرة، ثلاث حفلاتٍ فنّية يُقدّمها مغنّون يؤدّون فيها أغانيَ في طبوع البدوي الوهراني، والشعبي، والحوزي، والعروبي؛ من بينهم: عبد القادر شاعو، وفيصل بن كريزي، وعبد القادر شرشام، وأمين حوكي، والشارف القبابي، وولد الهواري، وبن ذهيبة البوقيراتي، وأحمد الغليزاني.

وبحسب رئيسه، عبد القادر بن دعماش، فإنّ "المهرجان تحوّل، بعد سبع سنوات من انطلاقه، إلى مؤسّسة تجمع الشعراء والمؤدّين والمهتمّين بالشعر الملحون من مختلف المناطق الجزائرية، للبحث والتفكير العلمي حول هذا التراث غير المادي وكيفية الحفاظ عليه وحمايته من الزوال"، معتبراً، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة مستغانم السبت الماضي، أنّ التظاهرة "أصبحت فضاءً للتعبير الشفوي عن الشعر الملحون وتوثيق هذا الشكل الأدبي والفنّي الشعبي والحفاظ على تاريخه".

المساهمون