انطلقت أيام النسخة الحالية الأربعاء الماضي، وشهدت حتى الآن عروض أكثر من عشرين فرقة تمثل مختلف ألوان الموسيقى والرقص التراثي الشعبي المغربي ومن بلدان مختلفة من العالم بمشاركة نحو 700 فنان.
توزعت العروض بين ساحات جامع الفنا والحارثي وباب دكالة وفي قاعتي "المسرح الملكي" و"المركز الثقافي النخيل" بمشاركة فرق مغربية و أجنبية تمثل أوكرانيا، والصين، والسنغال، والجزائر.
كما أقيمت ندوة مساء أمس، الجمعة، توثق لمسارات وامتدادات التراث الثقافي اللامادي من خلال الفنون الشعبية في المغرب.
في هذا السياق، تتواصل مهرجانات الفنون الشعبية المختلفة في أنحاء المغرب حتى 31 من الشهر الجاري، وتمثل التنوع الكبير الذي يعرفه التراث اللامادي في جهات المغرب والتعدد الهوياتي فيها بين العربي والأفريقي والأمازيغي، والمديني والصحراوي.
كذلك تنطلق الدورة التاسعة عشر للمهرجان الوطني لعبيدات الرمى ما بين يومي 11 إلى 14 من الشهر الجاري في كل من مناطق خريبكة ووادي زم وأبي الجعد.
تعود التظاهرة إلى فن "عبيدات الرمّا" الذي يعد من الفنون الشعبية الفرجوية الغنائية الراقصة التي عرفتها بعض مناطق المغرب ومازالت مستمرة إلى اليوم.
تشهد هذه الدورة مشاركة 38 فرقة تمثل أقاليم خريبكة، الفقيه بن صالح، بني ملال، بن سليمان، أزيلال وقلعة السراغنة، إضافة إلى فرق ومجموعات فنية تمثل ألوان غنائية تراثية أخرى.
مهرجان هذه السنة ينظم لأول مرة كرنفالاً تراثياً كبيراً يجوب الشوراع، كما سيتم تقديم عروض فنية في السجون في بعض الإقليم، وعلى غرار الدورات السابقة سيتم تكريم شيوخ فن الرما ضمن فعاليات هذه الدورة. كذلك تقام ندوة تتطرق إلى "تطور وتجدد المواضيع المغناة في عبيدات الرمّا" يشارك فيها أساتذة وباحثون متخصصون.
والرما، هم الرماة، أما "عبيدات الرما" فهم تاريخياً خدّام الفرسان الرماة، الذي كانوا ينتظرون عودة الرماة من المعارك ورحلات الصيد، فيحتفلون بهم بطقوس من الشعر المرتجل والرقص والغناء والمديح وذم الأعداء، ومع الوقت أضيفت إلى هذا الطقس فنون الفرجة والحكاية الشعبية وأشعار الغزل وغيرها. يُذكر أن هذا الفن يرجع إلى القرن السادس عشر الميلادي وهناك من يرجعه إلى القرن الحادي عشر ميلادي.