ليلى العلوي.. استعادة زمن "المغاربة"

30 يونيو 2019
(من المعرض)
+ الخط -
ارتبطت سيرة الفنانة الفوتوغرافية المغربية ليلي العلوي (1982 – 2016) بتناولها حالة اليأس والإحباط التي يعيشها الشباب المغربي والأفريقي وتدفعه للهجرة مهما بلغت خطورة الرحلة وهدّدته حتى بفقدان الحياة، أو في تصوير الحياة اليومية للاجئين السوريين في لبنان.

كانت تبحث عن جوهر الإنسان وحقيقة وجوده بموازاة اشتغالها على الصورة وجمالياتها، وعبّرت في معظم أعمالها عن التزام إنساني مطلق بالقضايا الاجتماعية، التي شكّلت أساس تجربتها التي انتهت باكراً إثر موتها في هجوم إرهابي وقع في بوركينافاسو منذ ثلاث سنوات.

حتى الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل في "البيت العربي" في مدريد معرض "المغاربة" الذي يضم صوراً التقطتها العلوي قبل رحيلها بسنوات، افتتح في السابع من الشهر الجاري ضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين من "مهرجان الصورة" في العاصمة الإسبانية بتنظيم من السفارة المغربية.

المشروع كان ضمن عمل الفنانة على تقرير حول وضع النساء المغربيات بتكليف من منظمة العفو الدولية، حيث تمّ التقاط ثلاثين صورة في المناطق الريفية في البلدات والمجتمعات الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء المغرب.

يعد المعرض "محاولة لتكريم مهنتها كفنانة، بالطبع، وأيضاً كفرد ملتزم ضمن سلسلة أعدتها العلوي بين عامي 2010 و2014، وهي لا تعرض المشاهد اليومية المعتادة في الحياة المغربية، بل صوراً بالمعنى الأشمل والأكثر كلاسيكية لهذا المصطلح"، بحسب بيان المنظّمين.

ويضيف البيان، أنه بحسب الفوتوغرافي ريتشارد أفيدون فإن الصورة الفوتوغرافية هي صورة لشخص يعرف أنه يتم تصويره، وما يفعله بهذه المعرفة هو جزء من الصورة عبر ارتدائه لزي ما أو ظهوره بهئية ما كأنه يشارك في ما يحدث، وبالتالي لديها القدرة والقدرة على التأثير في النتيجة، وهذه هي الفكرة الكامنة وراء عمل ليلى.

هذه ليست المرّة الوحيدة التي التقطت فيها العلوي سلسلة بورتريهات، فقد قامت بتصوير بورتريهات لثلاثين مبدعة من المغرب، منهن كاتبات وفنانات تشكيليات وسينمائيات وفنانات فوتوغرافيا وموسيقيات وممثّلات.

ولجأت في التجربتين إلى أسلوب الاستوديو لكن على طريقتها، مستلهمة الطريقة القديمة التي شاعت في الستينيات، حيث تذهب المرأة إلى استوديو التصوير لالتقاط صورة تؤطرها ببرواز وتضعها في بيتها، وتأكيداً منها على هذه العودة في الزمن التقطت معظم الصور بالأسود والأبيض، ومنحتها شيئاً من الـ "رترو" ستايل.

المساهمون