"الكتابة للطفل والناشئة": تجربتان كويتيتان

22 يونيو 2019
أحمد نعواش/ فلسطين
+ الخط -

لطالما وُجّه الانتقاد إلى أساليب التربية العربية والتعليم المبكر بوصفها تلقينية ولا تساعد الطفل في بناء تفكير نقدي وموضوعي، بل تدفعه إلى التفكير الانفعالي وإلى تلقّي المعرفة كمسلّمات من دون التحقيق فيها والاتفاق أو الاختلاف معها.

وتتبنّى المدارس التربوية بالعموم، اليوم، أساليب تنظر فيها إلى التفكير النقدي كصفة حاسمة في مستقبل الطفل، وفي تصوّر الأطفال كجيل ينبغي أن يجري إعداده لبناء المعرفة، وهذا يعني أنه يجب أن يكون الأطفال قادرين على الوصول إلى العديد من حلول المشكلات بأنفسهم، وأن يتم تعزيز خيالهم وتعلم التفكير بشكل خلاق وتحليل النتائج والمشاكل.

تحت عنوان "فلسفة بناء العقل النقدي في الكتابة للطفل والناشئة"، تقام عند السابعة والنصف من مساء بعد غدٍ الإثنين جلسة نقاشية في "منصّة الفن المعاصر" (كاب)، بالكويت، بمشاركة الكاتبين الكويتين استبرق أحمد وحسين المطوّع ويديرها الروائي المصري إبراهيم فرغلي.

وفي الحقيقة، فإن العنوان الذي اختارته "كاب" يحتاج إلى سلسلة من المحاضرات، فبناء العقل النقدي لدى الطفل يقتضي النظر إلى تجارب الأدب والسينما والتربية وبرامج الأطفال وغيرها.

تتناول استبرق أحمد، خلال المحاضرة، عملها "الطائر الأبيض في البلاد الرمادية" (دار مسعى 2018)، وهي رواية تصفها بأنها مغامرة مختلفة عن أعمالها السابقة، ويبدو الكتاب موجّهاً للناشئة لكن يمكن للكبار أيضاً قراءته، إذ يتناول التحولات الكبيرة و"القاسية" بحسب تعبير الكاتبة في عالم اليوم، والتي حولت المجتمعات إلى استهلاكية وعطبت ثقافتها وجعلت من شكل ونمط معين من العيش يهيمن عليها.

تقول أحمد، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن الكتاب تتشعّب مواضيعه بين السلطة والبيئة وغيرها، وتضيف أنها سعت إلى الخروج فيه نحو حيز جديد، فهو "ليس للناشئة فقط بل يمكن أن يقرأه الكبار أيضاً. لم أضع أي تصنيف له، لكن البعض يريده هكذا، ربما لأن عدم التصنيف يربك".

تلفت الكاتبة إلى أنها ستتناول تجربة كتابها وتجربة التعاون مع الرسامة فيه، وستتحدث عن تحديات الكتابة لجيل معين، وكيفية التأثير فيه وبناء طريقة تفكير نقدية تفاعلية مع النص وليست سلبية.

بدوره يقول الكاتب المطوع لـ"العربي الجديد" إنه سيناقش ثلاثة محاور خلال المحاضرة، "أولها صعوبة الكتابة للطفل، ثم المشاكل النظرية في فلسفة الطفل، وكذلك دور الأدب في عملية بناء الطفل".

يناقش المطوع، أيضاً، تجاربه في الكتابة، لا سيما عمله الموجّه إلى الأطفال تحت عنوان "أحلم أكون خلاط إسمنت" (دار الحدائق 2018)، وتدور قصته في عالم الشاحنات، حيث تتطرق إلى مسألة الهدم والبناء، وإلى الطبيعة الإنسانية، وسيرة الطفل "هدّام" الذي يحلم بالتحول إلى خلاط إسمنت، ويؤمن بحرية أن يكون ما يريد، فيعيش معه القارئ تجربة محاولته تحقيق هذا الحلم.

المساهمون