"تونس للكتاب": كي لا يكون المعرض فضاءً مغلقاً

07 ابريل 2019
(من معرض "14 غير درج")
+ الخط -

كثيراً ما تكون معارض الكتاب عبارة عن مجموعة من العناصر الثابتة التي قلّما يجري التساؤل عن تفاعلها مع بعضها، أو مع الإطار العام الذي تتحرّك فيه؛ حيث يعسر أن نجد خيطاً ناظماً بين مختلف الأركان التي يجري تأثيث المعارض بها من ندوات وحفلات إطلاق كتب أو تقديمها، ولقاءات مع المؤلّفين ونقاشات بينهم، وصولاً إلى النشاط الرئيسي المتعلّق بعرض الكتب وترويجها.

في دورته الخامسة والثلاثين، التي انطلقت أول أمس الجمعة وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، اختار "معرض تونس الدولي للكتاب" ثيمةً لبرنامجه الثقافي؛ هي "الحريات الفردية والمساواة". خيارٌ يشير إلى محاولة للتفاعل مع الواقع التونسي، حيث شهدت الشهور الأخيرة أكثر من سجال في الإعلام والمؤسّسات والفضاء العام حول قضايا تنظيم الحريات الشخصية وترجمتها في قوانين.

هكذا، يبدو المعرض وكأنه يحاول أن يستفيد من حيوية الواقع التونسي باعتباره فضاءه الأوسع أو يحاول أن يعكسه، ضمن توجّه لكسر عزلة الفعاليات الثقافية عن الحياة العامة وبقائها ضمن دوائر التنظير الفكري والفني. وفي الاتجاه المعاكس، يمكن أن نجد في المعرض فرصة لتأثيث فضاء مختلف للنقاش في هذه القضايا الحارقة برصانة فكرية أكبر قد لا تتاح في ضوضاء البلاتوهات التلفزيونية ومشاحناتها، أو في مظاهرات الفضاء العام، إضافة إلى ما تتيحه دعوة مثقّفين أجانب من قراءات متنوّعة.

من أبرز الفعاليات التي يقترحها البرنامج الثقافي في هذا الإطار جلسة تحت عنوان "انتهاك الجسد في الرواية النسائية" (السبت 6 نيسان/ إبريل)، وأخرى بعنوان "الشباب والحريات الفردية" (الأحد)، و"الاجتهاد في الإسلام والوعي بالتاريخ" (الإثنين)، وندوة "رهانات معاصرة للنسوية" (الأحد) و"الجدل حول التعريب والسيادة اللغوية في تونس" (الخميس). كما تخصّص التظاهرة فضاء لمعرض "14 غير درج" الذي أُطلق في الذكرى الثامنة للثورة التونسية.

من الأسماء المشاركة: عبد الجبار الرفاعي وشاكر نوري من العراق، ووجيه قانصو وفواز طرابلسي من لبنان، وصالح علماني من فلسطين، وشرف الدين ماجدولين من المغرب، وفرانسواز فرجاس من فرنسا، وفتحي المسكيني وسمير المسعودي والهادي التيمومي من تونس.

يمكن أن نسجّل، أيضاً، أن الدورة الحالية لن تتضمّن كما جرت العادة ضيف شرف، وهو خيار وإن كان سببه إدارياً بحتاً باعتبار أن هيئة تنظيم المعرض تشكّلت في وقت متأخّر، إلّا أنه يمكن أن نراه من زاوية أخرى، وهو ضرورة التفكير جدياً في هذه الفقرة الثابتة في معارض الكتب والتي استضاف معظمُها البلدان التي تدور في دوائرها الثقافية وأصبحت هذه الاستضافات روتينية إلى حد كبير، ولا تقدّم الكثير للتظاهرات الثقافية التي تحتضنها.

المساهمون