بات البعد الفلسفي والجمالي وتناول المسار التاريخي هما الشغل الشاغل للتظاهرات التي تُعنى بالموسيقى الأندلسية في المغرب؛ حيث يذهب التنافس بينها إلى البرنامج الثقافي المصاحب وما يتضمّنه من فعاليات تتعلق بتراث هذا الشكل الفني ومبادرات الحفاظ عليه.
"تراث متجدّد" هو شعار الدورة الرابعة والعشرين من "المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية" التي تنطلق فعالياتها عند العاشرة والنصف من صباح غدٍ السبت في "المركب الثقافي الحرية"، في مدينة فاس المغربية وتتواصل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري.
تُفتتح التظاهرة بتكريم الأكاديمي عبد المالك الشامي، الباحث في الحضارة الأندلسية وآدابها، يليه حفل لجوق محمد العثماني الذي يجمع بين البحث الموسيقي في مؤلفاته العديدة مثل "الموسيقى الأندلسية المغربية الجزائرية" و"نوبة الاستهلال.. أنغام وأعلام"، وبين التلحين؛حيث قدّم ألبوماً بعنوان "أمداح صوفية بالأنغام الأندلسية".
تُقام، في اليوم التالي، محاضرة للتعريف بالموسيقى الأندلسية ومقوماتها، وعرض لجوق الموسيقي الراحل أحمد التازي لبزور في تازة بمشاركة المجموعة الصوتية "مغاني ومعاني"، كما يشارك "جوق جمعية النهضة" من مدينة مكناس، وفرقة "زاليما" من مدينة إشبيلية الإسبانية، وجوق المعهد الجهوي للموسيقى التابع لوزارة الثقافة.
كما يحضر جوق الموسيقي الراحل العربي التمسماني من مدينة تطوان، وجوق المعهد الجامعي للموسيقى وكورال جمعية الفنون الجميلة وجوق عبد الكريم الرايس من مدينة فاس، وجوق محمد أمين الدبي من الرباط، ويشترك الفنانان أحمد بيرو وبهاء الروندة في حفل يؤديان خلاله مختارات من الطرب الأندلسي الغرناطي.
"الموسيقى الأندلسية والاطمئنان النفسي – متعة ومرح" عنوان المحاضرة التي يلقيها الباحث زين العابدين الحسيني، كما تعقد ندوة في "قاعة جماعة فاس" بعنوان "الموسيقى الأندلسية المغربية: تراث متجدد" يشارك فيها الباحثون عبد العزيز بنعبد الجليل وعمر المتيوي ونبيل بنعبد الجليل ويونس الشامي وعبد السلام الخلوفي، ويديرها رشيد بناني.
يعقب الندوة توقيع كتابَي "مساهمة المغرب في المؤتمر الأول للموسيقى العربية المنعقد في القاهرة سنة 1932" لـ عزيز بنعبد الجليل، و"نوبة الاستهلال.. تاريخ تدوين وتحليل" لـ عمر المتيوي، وكلاهما من منشورات "أكاديمية المملكة المغربية" في الرباط.
يُختتم المهرجان بحفل ينظّم في القاعة الكبرى في المدينة، ويشارك فيه كلّ من جوق جمعية روافد موسيقية في طنجة وجوق البريهي في فاس.