وتعتبر أن هذا يعود إلى سياق يتمّ فيه إفراغ مفاهيم النسوية والمساواة من معانيها الراديكالية، فماذا يمكن أن تعني "نسوية" اليوم؟ ما هي المعارك التي تقاتل عنها؟ كيف يصبح من صميم كفاح النساء مناهضة للعنصرية ومكافحة الرأسمالية؟
تلقي فيرجس (1961) محاضرة حول كتابها هذا في مكتبة "بتيت إجيبت" (مصر الصغيرة) في باريس، عند السابعة من مساء الجمعة، الخامس عشر من الشهر الجاري، إلى جانب سلسلة من المحاضرات حول الكتاب خلال الربيع في مراكز ثقافية مختلفة.
تطرح فيرجس صاحبة "من العبودية إلى المواطنة"، مسألتين أساسيتين سيطرتا بسبب الإعلام على الأمور التي تعالجها النسوية في فرنسا، الأولى تتعلّق بأن الحركة النسوية أدّت إلى الاعتراف بمكانة المرأة الفرنسية في الجمهورية، والثانية استنكار أن الحركة تكاد تكون بيضاء حصرياً، وأن اهتمامها الأساسي بالحرية الجنسية.
تخوض مؤلفة "ذاكرة مقيدة" و"الكولونيالية الفرنسية" في تاريخ الحركة النسوية، ومحاولة محو دورها في مكافحة الاستعمار ومناهضة العنصرية ومقاومة الإمبريالية، وتدعو إلى ضرورة دراسة الكيفية التي ساهمت بها "النسوية" في حركات مقاومة الاستعمار، وكيف نشرت الوعي بقضايا مختلفة في أفريقيا مثل ضبط الحمل والتعليم وإدماج المرأة المهاجرة في عالم العمل والتعليم.
إن كانت فيرجس تراجع أداء النسوية في حقبة الكولونيالية ودورها في دراسات ما بعد الكولونيالية، فإن هذا الكتاب يحيلنا إلى السؤال عن النسوية اليوم ودورها في العولمة والعصر الرقمي وأشكال التمييز الجديدة وموجات الهجرة وسياساتها والعنصرية وصعود التشدّد الديني والسياسي، بل وماذا تقدّم إزاء العنف ضدّ النساء في كلّ مكان. أين هي النسوية في القرن الحادي والعشرين؟