تحت عنوان "المرأة والمدينة الكوزموبوليتانية: تاريخ الجندرية في المجتمع السكندري"، تلقي الباحثة الأكاديمية عبير قمرة محاضرةً في "مركز الحرية للإبداع" عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء المقبل، 25 من الشهر الجاري.
تقدّم قمرة خلال المحاضرة مناقشة لتجربة الدراسة التي قامت بها عن المرأة في المجتمع السكندري، ودمجت فيها تاريخ المدينة ومجتمعها وتاريخ النساء وحياتهن بها، بهدف تكوين معرفة أوسع بالمجتمع المصري وتاريخه في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين.
تلفت قمرة في دراستها، موضوع المحاضرة، إلى ضرورة التنبُّه إلى عدد من الإشكاليات منها أثر الاختلاف في الثقافات المكونة للمجتمع السكندري.
كما تشير إلى الطبيعة المركبة لحياة المرأة اليومية وهويتها الثقافية في المدينة، لا سيما في ظل الطرح التاريخي القائل إن المجتمع السكندري كان مجتمعًا أوروبيًا قلبًا وقالبًا يتكون من جاليات منفصلة تمامًا عن بعضها وعن المجتمع المصري.
كما تناقش المحاضرة مسألة فضل الأصول الشامية أو اليهودية للنساء السكندريات اللاتي أصدرن الصحف النسائية الأولى في الإسكندرية، وتبين أن هذا الرأي يغفل أن الفضل قد يعود إلى الحرية والاختلاط الثقافي التي تمتّعت بها النساء في مجتمع الإسكندرية الذي نشأن فيه.
ترى قمرة أن المجتمع السكندري عاش نمواً توحدت من خلاله عناصر المدينة وتعادلت فيه النخبة الوطنية تمامًا مع الحجم الاجتماعي والثقافي للأوروبيين مما جعل الإسكندرية مثالًا مرجعيًا في الحركة الليبرالية المصرية.
كما تتطرق الباحثة إلى أثر هذا المجتمع المختلط على حياة المرأة الأسرية، وتبحث في أثر تحديث المدينة على دورها في الاقتصاد والوظائف التي شغلتها نتيجة لطبيعة الانفتاح للمدينة.