"ماكبث" أونيسكو.. مسرحية هزلية

31 يناير 2019
(من المسرحية)
+ الخط -

في عام 1972 كتب المسرحي الروماني الفرنسي أوجين أونيسكو (1909-1994) مسرحية "ماكبث"، المقتبس من عمل شكسبير الذي يكاد أن يكون أكثر تراجيدياته تبنياً في المسرح والسينما بعد هاملت، حيث يتناول السلطة والطاغية والخيانة والعنف.

غير أن أونيسكو أخذ "ماكبث" إلى منطقة هزلية، متأملاً لعبة السلطة العبثية والطريقة الكامنة واللاواعية تقريباً التي تفسد فيها السلطة المطلقة تماماً، وكيف أن أنبل الناس لديهم تلك الإرادة اللاواعية التواقة للهيمنة والقتل في سبيلها.

في نسخة أونيسكو يقوم الجنرالان ماكبث وبانكو بإخماد تمرّد في البلاد، وفي مقابل خدماتهم البطولية وعد الأرشيدوق دنكان بمنحهم الأرض والألقاب والثروة، لكنه يعود ليُنكر الاتفاق ويتركهما بلا شيء، وبتشجيع وإغراء من زوجة دنكان، تحيك مؤامرة مع ماكبث لاغتيال الأرشيدوق ثم يتوّج نفسه ملكاً وبعدها يقتل صديقه بانكو.

بينما هو يحاول الحفاظ على العرش، يدخل في حلقة مفرغة من القتل وسفك الدماء، تطارده أشباح ضحاياه إلى أن يعود العرش إلى الوريث الشرعي مالكوم ابن الأرشيدوق الآتي من قرطاج، والذي نتبيّن أنه طاغية أسوأ من ماكبث ومن والده قبله.

هذا النص الذي كتبه أونيسكو محولّاً قصة شكسبير التراجيدية إلى قصة هزلية عن الطموح والفساد والجبن والجهل والطمع البشري، هي النسخة التي يقتبسها المخرج الجزائري أحمد خودي في عرضه "ماكبث" الذي يقدم على خشبة المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" عند الخامسة من مساء غدٍ الجمعة.

يلعب الأدوار كلّ من خالدي، وروبحي فيسة منيرة، وبوعلاق محمد، ويسعد عبد النور، ومداح محمد، ويزيد صحراوي، وهورو سليمان، وشعبان محمد عزيز، ونصار صالح. وعن العرض يقول خودي "إنه تزاوج بين فني الفكاهة والدراما، يأتيان في صورة الصراع الدائم الحاصل في الحياة، صراع يختلف في الشدة والتطور بين الأفراد، يصل إلى أبعد نقطة في الشر، وهي القتل، مروراً بالانتقام، من طرف الإنسان".

دلالات
المساهمون