الثقافة في الانتخابات الموريتانية: خطوة في انتظار ما بعدها

01 سبتمبر 2018
إيزابيل فياديرو/ البرتغال
+ الخط -

باستثناء المطربة الموريتانية، المعلومة منت الميداح (1960)، لا يكاد الوسط الثقافي والفنّي يُسجّل حضوراً يُذكَر في الحياة السياسية الموريتانية.

دخلت الفنّانة المعروفة بأغانيها المستلهَمة من التراث الموسيقي الأفريقي، والموريتاني خصوصاً، والتي تمزجها بالبلوز والجاز والإليكترو، المجال السياسي مبكراً، وتحديداً عام 1992، كعضوٍ نشط في المعارضة، ثم انتُخبت عام 2007 في "مجلس الشيوخ"، ليتمّ اعتقالها بعد انقلاب 2008. وفي انتخابات 2009، ترشّحت مجدّداً عن حزبٍ معارض، قبل أن تنضمّ إلى حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم في 2014.

وخلال الانتخابات البلدية والجهوية والتشريعية التي تشهدها موريتانيا اليوم السبت، ستكون منت الميداح واحدةً من ضمن آلاف من المرشّحين الذين يتنافسون على أكثر من 219 مجلساً بلدياً و161 مجلسا إقليمياً و157 مقعداً برلمانياً. غير أن صاحبة " "أيام الزمان تجري" لن تكون الفنّانة الوحيدة هذه المرّة؛ إذ تشهد هذه الانتخابات ترشّح عددٍ كبير من الأسماء الثقافية والفنّية.

من بين هؤلاء: المغنّية منيتو منت نفرو، المعروفة بأغانيها الشبابية، والممثّل والمخرج المسرحي بابا ولد ميني الذي يرأس حالياً "جمعية المسرحيّين الموريتانيّين"، والمخرج والممثّل عبد الباقي ولد محمد الذي قدّم أعمالاً مسرحية وتلفزيونية بارزةً في التسعينيات قبل أن يبتعد عن الفن، والممثّل المسرحي والسينمائي سالم دندو.

هكذا، يبدو حضور الأسماء الثقافية في المشهد السياسي غير مسبوق في موريتانيا؛ خصوصاً أن المثقّفين والفنّانين اكتفوا، في السابق، بلعب دور المرافق أو المروّج خلال الحمالات الانتخابية، من دون أن يكون لهم دورٌ فاعل فيها.

وإن كان بعض المتابعين للشأن المحلّي يرون في هذا الحضور سعياً من الأحزاب السياسية، بمختلف توجّهاتها، لاستغلال أسماء تحظى بشعبية لدى الموريتانيّين من أجل حصد مزيدٍ من المقاعد، فإن رأياً آخر يرى فيه محاولةً من هؤلاء للنهوض بالقطاع الثقافي المتعثّر في بلدهم، وهو ما تُؤكّده شعارات المترشّحين وبرامجهم، والتي خُصّص جانب كبير منها لـ الثقافة.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يتحدّث سالم دندو، الذي ترشّح لمنصب عمدة مقاطعة تيارت في محافظة نواكشوط، عن الأسباب التي دفعت به إلى الترشّح للانتخابات، قائلاً: "هدفنا هو أن نُسمع أصوات الفاعلين الثقافيّين الموريتانيّين، ومن خلالهم أصوات المطحونين والمهمّشين، وأن نُقدّم رؤية واضحة في المجال الثقافي، كما في غيره من مجالات الحياة العامّة".

يُضيف: "في الحقل الثقافي والفني، كنّا، وطيلة السنوات الأخيرة، نحاول أن نجد مناصرةً للقضايا الثقافية والفنية على مستوى البرلمان والمجالس البلدية، بما في ذلك اعتماد الثقافة والفن كرافدَين من روافد التنمية. وهنا، أتحدّث عن الثقافة بمعناها الواسع. لكننا أخفقنا في ذلك، وهو ما جعلنا نخوض هذا الاستحقاق السياسي".

دلالات
المساهمون