العمل من تأليف الأكاديميين محمد الولي وحاتم عبيد وعماد عبد اللطيف، ويناقشه الناقدان مجدي توفيق وسامي سليمان، من جهة استكشافه ماهية البلاغة المنتقدَة عند الفيلسوف اليوناني أفلاطون، ووظائفها، وتجلياتها، وآثارها خصوصاً في التراث العربي وفي البلاغة المعاصرة اليوم، من حيث علاقتها بأدوات الهيمنة وممارسة السلطة من خلال التلاعب باللغة والكلمات.
يعدّ الكتاب أول دراسة عربية في البلاغة عند أفلاطون، وفق مقدمة العمل، وفيه منافشة لمقولة الفيلسوف اليوناني الذي رأى فيها أن البلاغة "فن الكذب الضار بالدول والأفراد"، وأن الخطابة تمارس القتل الجماعي بواسطة التلاعب بالكلمات.
يأتي العمل في خمسة أبواب، يجمعها تتبع تأثير أفلاطون في التراث الفلسفي والبلاغي العربي والكيفية التي جرى من خلالها استعارة أفكاره وتوظيفها في الدرس البلاغي العربي المعاصر.
يدرس الكتاب أيضاً أشكال البلاغة في محاوراته مع جورجياس، وفيدروس، ومنكسينوس، ويوثيديموس، وبروتاجوراس، ومينون، وكتاب "الجمهورية".
عنوان الكتاب مستوحى من ملاحظة لألفريد كروازيه فى تقديمه لترجمة "محاورة جورجياس" إلى الفرنسية، والتي رأى فيها "أن البيان في هذه المحاورة يُقدَّم بوصفه "فن الكذب الضار بالدول والأفراد؛ ولهذا أصبح في الإمكان تسمية المحاورة "ضد البيان".
ووفقاُ لعبد اللطيف أحد المشاركين في الكتاب وكاتب مقدمته، فإن العبارة "تُلخص على نحو كبير موقف أفلاطون من البلاغة عموماً، حين يُنظر إليها على أنها الكلام الجماهيري المولع بإنجاز السيطرة وحيازة السلطة بواسطة التلاعب".
يحاجج الباحثون في "ضد البلاغة" بأن الخطابة "حظيت بنصيب الأسد من النقد الأفلاطوني لأسباب عدّة؛ من أهمها أن الخطابة الجماهيرية توظّف غالبًا لهدف إنجاز السيطرة، عبر إساءة استعمال السلطة، وأن التلاعب باللغة والأداء هو أداتها الأساسية لتحقيق هذا الهدف".