يشارك في الأمسية كل من سيرانا مسرور وإن راجام، يرافقهما كل من العازفين لطيف خان ومحسن خان وبشير خان، ويلي الأمسية مناقشة لجذور هذا الغناء يلقيها الأنثروبولوجي لورنس ليكو.
سيرينا مسرور الموسيقية القادمة من كالكوتا متخصّصة في العزف على الكمان، وقد درست الموسيقى الهندية وتدرس حالياً الموسيقى الهندوسية في باريس.
أما الأكاديمي المتخصّص في الكمان الهندوستاني فهو إن راجام، وهو أحد العاملين على تحديث هذه الموسيقى وإدخال لمسة غربية عليها.
بالنسبة إلى الموسيقى الكلاسيكية في الهند سواء أكانت الشمالية الهنودستانية أو الجنوبية الكارناتية، فكلاهما لا يمكن فصلهما عن السياق الاجتماعي والجمالي والروحي التقليدي الذي تكتب وتغنى مستلهمة إياه.
استعملت الموسيقى الصوفية في الثقافة الهندية كوسيلة لتحرير العالم الداخلي للمتصوّفة، واستخدمت لأغراض جمالية وثقافية واجتماعية فامتزجت مع الرقص والموسيقى وانتقلت إلى فنون المسرح ثم تداخلت مع الشعر.
وإن كان الفن في الهند، مثل أي مكان آخر، هو منبع المسرة والسعادة، لكنه قبل كل ذلك هو منبع للمعرفة، خاصة الموسيقى، حيث يعرف الناس تجربة حميمة محسية لواقع روحاني مخبأ وخفي، يكتشفه من خلال التصوف والموسيقى التي تحمل سمات الصوفية في علوّها وتجرّدها، حيث تتحقق المعرفة بالعالم وما بعد الحياة عبر الإحساس وليس التفكير فقط.
من جهة أخرى، من المعروف أن الغناء الصوفي في الهند يشترك مع التراث الباكستاني، في ما يعرف بـ "القوالي" وهو شكلٍ من أشكال الموسيقى الدينية الصوفية عمره أكثر من 700 عام أسّسه الشاعر الهندي أمير خسرو، الذي كان يلقّب بعندليب الهند، وغنى فيه القصائد الصوفية والابتهالات التي تدعو إلى التوله بالذات الإلهية.