"ألوان" سمير سالمي.. حيوية التجريد وأثره

31 مايو 2018
(من المعرض)
+ الخط -
"ألوان" عنوان معرض التشكيلي المغربي سمير سالمي الذي افتتح أمس الأول في رواق "بي سي كا" في مدينة مراكش، ويتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر المقبل، ويضمّ مختارات من تجربته على مدار عشرين عاماً.

تمحوّرت تجربة الفنان حول التجريد، الذي يعتمد المنظور اللوني كأساس لتكوين لوحاته التي تعكس تدرجات لونية عديدة تنتقل من الحار إلى البارد وتحولاتها المبنية على ما تظهره من تعتيم وتفتيح، ضمن نظرة عشوائية ينتظم خلالها الظلّ والفراغ وتهتمّ بالإيهام والإيحاء.

تتنوّع أعمال سالمي بين تعبيرية هندسية أو ذات نظام إيقاعي يتناغم فيه الجزء والكل، ويبرز التباينات المسطحة والمتميزة بسطوعها وجماليتها المتمثلة باللانهائية المفتوحة الفضاءات، وخاصة في اشتغاله على الأسود والأبيض وما ينتج من اختلاطهما من ألوان جديدة بحساسيات مختلفة.

ويقترب في لوحات أخرى من مدرسة البوب والكولاج في أعمال لجأ فيها إلى الأكريليك، والألوان المائية، والطباعة، حيث تظهر الكتابات باللاتينية مع صور مأخوذة من صحف ومجلات وإعلانات ركّبت فوق بعضها بعضاً، والتي تشير بالطبع إلى السخرية من النمط الاستهلاكي الذي يحوّل كلّ شيء إلى مجرد سلعة وترويج لها.

كما يوظّف عدّة مرجعيات فنية في لوحات تراوح بين التعبيرية والتجريد، ومنها الفن الأمازيغي والتراث التقليدي من التعاويذ وطلاسمها والعلامات والوشوم الشعبية، ضمن تكوين نهائي يهتم بتوزيع الألوان وخاصة البياض.

ويذهب في قسم آخر من المعرض إلى رسم بورتريهات لأناس بملامح مشوّهة وتشريح يقترب من الهيكل العظمي بملامح متباينة على وجوهها من الحياد إلى الهدوء والبراءة إلى البشاعة أو الاقتراب من الشكل الحيواني.

دلالات
المساهمون