"مسرح الفكر": استعادة مفاهيم فالتر بنيامين

"صعود المعاني" عنوان الموسم الثاني من سلسلة حلقات "مسرح الفكر" الذي انطلق في الرابع من الشهر الجاري في "معهد غوته" في الإسكندرية، ويتواصل حتى السادس والعشرين منه.

تركّز التظاهرة في عامها الثاني على "مفهوم المدينة الفاضلة، الذي تم التخلّص منه في القرن العشرين في ضوء الكوابيس الشمولية، وجرى التعامل معه كوسيلة للنظر إلى الخلف نحو الماضي الخيالي والجنة، حيث التمتع بحياة مختلفة أفضل، بريئة، متناغمة، ويتم وضع مستقبل غامض في أعماق الماضي الاختزالي"، بحسب بيان المنظّمين.

يتضمن الموسم الثاني أربع حلقات نقاشية حول مفهوم "صعود المعاني" تتوزّع بين القاهرة والإسكندرية وإحدى محافظات الصعيد ويعقبها ثلاث ورش عمل؛ الأولى تتطرّق إلى المفاهيم الفلسفية التي تحدّث عنها الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني فالتر بنيامين (1892 – 1940)، ومساهماته في تحرير العمل الإبداعي باعتباره فعلاً أصلياً ومبتكراً ويستلزم تغييراً ما، ولو كان بسيطاً، على آليات الانتاج، ما يفرض على الفنان الجاد أن لا يضحي بالقيمة الجماليّة لعمله (الشكل) بحجّة التركيز على معنى سياسي أو اجتماعي.

اما الورشة الثانية فتتناول الحكي وعلاقته بالمسرح، وتركّز الثالية على الأداء المسرحي للموضوعات الفلسفية السابق ذكرها في مسرح الفكر، وستصدر أعمال وإبداعات المشاركين الورش في كتيّب، يستهدف الفنانين والمدونين ومخرجي الأفلام التسجيلية والكتّاب والمهتمّين بالفكر والفلسفة.

يناقش أستاذ علم الاجتماع المصري عمرو علي في هذا الموسم مفهوم المثالية، حيث يستكشف أنه في معنى من معانيه "لا يسعى إلى استعادة الماضي المفقود، ولكنه يتخيل المدينة الفاضلة كمنتج مقصود للعمل العقلاني والطاقات الإنسانية التي يمكن من خلالها تحقيق المجتمع الجيد في المستقبل، كما يلقي الضوء على كيفية فهم مشكلات المجتمعات الحديثة مثل الفردية واللاإنسانية، والشعور بالوحدة، والوسطية، وتفتيت الروايات المدنية"، وفق تقديمه للحلقات النقاشية.

يُذكر أن مسرح الفكر انطلق العام الماضي، ودارت نقاشاته حول ثلاث قضايا أساسية، هي: فكرة البدايات، وآفة الطمس، والمجتمع المبدع.