انطلقت أمس أيام "مهرجان الكويت الدولي للمونودراما"، وتتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، حيث تخصص العروض لـ مسرح الممثل الواحد.
تعتبر التظاهرة في دورتها الخامسة إحدى الفعاليات القليلة التي تهتم بنوع نخبوي ونوعي من المسرح، إلى جانب بضعة مهرجانات متخصصة بهذا الشكل المسرحي في تونس والفجيرة وقرطاج والقاهرة، حيث أن الاحتفاليات المسرحية العربية عموماً تخلط أنواعاً مختلفة من الكوميديا والتراجيديا والتجريب، وغالباً ما تكون حصة المونودراما منها قليلة إن لم تكن غائبة في معظم الوقت، من هنا فإن هناك أولوية وحاجة مستمرة إلى مهرجان مسرحي متخصّص في شكل نوعي.
عشرة عروض تحضر خلال الأيام المقبلة من عدة بلاد عربية هي مصر وقطر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين إلى جانب عرض من إسبانيا.
يشارك من الأردن عرضان؛ هما "العاصفة"، و"سأموت في المنفى" وهذا الأخير من تأليف وإخراج وأداء المسرحي غنام عنام، ويتحدث عن ثالوث اللجوء والمنفى والهوية من خلال مونولوغ لشاهد على الخروج الأول من فلسطين ورحلة الاغتراب القسري عنها. يلجأ الفنان في العرض إلى أدوات مختلفة من بينها العودة إلى بعض قصائد الشاعر محمود درويش، وقد وضع عنواناً فرعياً للعرض وهو "بدل فاقد".
من قطر يعود الفنان صالح المناعي إلى المسرح بعد انقطاع دام قرابة 30 عاماً، من خلال "الكويت الدولي للمونودراما" عبر مسرحيته الجديدة "ساقي الماي" التي تعرض الليلة على خشبة "مسرح الدسمة"، حيث يطرح العمل مقارنة بين العيش في الماضي بما يحمله من يسر وبساطة وعفوية، والحياة العصرية وما تتسم بها من تشابكات وتعقيدات وصراعات، عبر معالجة درامية، تتطرق من خلالها للأوضاع العربية والدولية الراهنة.
المسرحية تركز على دور الممثل الواحد الذي يتنقل بين العديد من الأدوار من خلال مجموعة من اللوحات والمشاهد التي يقوم بها "ساقي الماي"، وهو شخصية تراثية خليجية، ينقل الماء إلى البيوت ويعرف الأحياء وأهلها وأسرارها.
الكويت تشارك بعرضين؛ الأول يحمل عنوان "سبيليات اسماعيل" وهو نص أعدته الكاتبة المسرحية فارعة السقاف عن رواية "السبيليات" للكاتب الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل، ويخرجه الفنان رسول الصغير وتؤديه الفنانة شيرين حجي، وتدور أحداث المسرحية حول شخصية أم قاسم المرأة العراقية التي واجهت بشاعة الحرب واضطرت الى ترك منزلها في قريتها السّبيليّات مع أولادها وزوجها لأنها أصبحت منطقة حرب، لكن زوجها يموت خلال الرحلة بعدما يوصيها بالعودة ودفنه في قريته.
أما العرض الكويتي الثاني فهو "سعاد" الذي تقدمه فاطمة الطباخ تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً، حيث يسلط العمل الضوء على كثرة الأوهام بشأن علاقة الإنسان بماضيه، بعد أن يهرب من عجز الحاضر.
يقدم العرض مزيجاً من الواقع والتاريخ والأسطورة، بالإضافة إلى مشاعر خاصة لامرأة مكبلة بقيود العادات والتقاليد، وتبحث عن هوية ضائعة يسيطر عليها حنين الماضي.
العرض المصري يأتي تحت عنوان "رؤى"، كما تتضمن الدورة الخامسة عروض "أبو الأذنين" من السعودية، و"سلك" من الإمارات، و"سأبحر" من البحرين، إلى جانب الإسباني "لا تنسني" الذي تؤديه الممثلة ماريا خوسيه أوبورتو وينطلق إلى الكويت بعد مشاركته في مهرجان "ليالي المسرح الحر" الذي يقام حالياً في العاصمة الأردنية عمان.
يذكر أن الدورة الحالية تحمل اسم الممثل الكويتي جاسم النبهان (73 عاماً) تقديراً لما قدمه للحركة المسرحية في بلاده. كما يتضمن برنامج التظاهرة أيضاً ورشة فنية بعنوان "المونودراما.. تتحدث تشكيلياً" يقدمها الفنان الكويتي ناجي الحاي.