جاسر العناني.. رحيل باحث في تاريخ القدس

02 ابريل 2018
(1959 - 2018)
+ الخط -

يعدّ الباحث والكاتب الأردني الفلسطيني الراحل جاسر علي العناني (1959 – 2018) أحد الدارسين الذين تخصّصوا في تاريخ القدس والصراع العربي الصهيوني ومآلاته في ضوء المتغيّرات السياسية والاجتماعية والقانونية ضمن أبحاثه التي أصدرها تباعاً منذ مطلع الألفية الثالثة.

ولد الراحل في مدينة القدس. درس الحقوق ونال درجة الدكتوراه في القانون الدولي العام من "جامعة دورتمان" الألمانية عام 2007، وعمل محامياً لفترة طويلة قبل أن يتفرّغ للبحث والتدريس.

وقد عاد في كتابه "فتح صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس بين السياسة والحرب" (2004) إلى الانقسام السياسي الذي شهدته بلاد الشام، حيث الصراع في أوجه بين العباسيين في بغداد والفاطميين في القاهرة، مستعرضاً الخلافات السياسية والاجتماعية والطائفية التي سادت تلك المرحلة، وأثرها في انكشاف المنطقة أمام اعتداءات الصليبيين.

كما ذهب إلى دراسة المشهد الثقافي عبر تتبّع عدد من الباحثين الأوروبيين الذين رافقوا الحملات الصليبية، ومنهم وليم الصوري الذي حصل على العديد من المصادر العربية النادرة، وستيفن البيزاوي الذي تعلّم اللغة العربية في مدينة أنطاكية فترجم عدداً من الأعمال الطبية لعلي بن العباس المؤلّفة في القرن العاشر، وانتقلت الكثير من المعارف الشرقية أوروبا عبر هذه البعثات العلمية التي رافقت جيوش الممالك الأوروبية.

في كتابه "الحياة الثقافية في القدس (637 – 1948م)" الذي صدر عام 2008، يركّز العناني على مدينة بيت المقدس بوصفها حاضرة اشتهرت بمدارسها وزوياها الصوفية وحلقاتها التعليمية منذ العصر الأموي وحتى الاحتلال الصهيوني، مستعرضاً تاريخ المدراس التي أنشأها الخلفاء والسلاطين على مرّ العصور، وأبرز مكتباتها، ومكانة المرأة والمعمار والأزياء والطعام وتطوّر الحياة الاجتماعية وفقاً لجملة متغيّرات ثقافية.

من مؤلفاته الأخرى: "القدس.. دراسات قانونية وتاريخية" (2001)"، والقدس بين مشاريع الحلول السياسية والقانون الدولي" (2003)، و"القدس سيناريوهات مستقبلية" (2006)، و"الاستيطان الصهيوني في مدينة القدس" (2010)، و"بيت عنان: أرض وتاريخ" (2011)، و"أزمة الثقافة العربية بين المثقف والثقافة" (2013) إلى جانب مجموعة شعرية بعنوان "تقاسيم".

المساهمون