"بيت بيوت": ضدّ المجتمع "العاقل"

21 فبراير 2018
(من بروفات العرض)
+ الخط -

عند السابعة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، ينطلق في "مسرح المدينة" في بيروت عرض "بيت بيوت" من تأليف وإخراج محمد عيتناني، وتمثيل عبد الرحمن عتيق وهبة قطيشو ريم الجمل وسالي غزال وليان سنجر ونزيه ريشوني ومكرم مداح وليا حمزة.

يتناول العمل حياة خمسة أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية أوجدتها مشاكل اجتماعية وحياتية يعايشونها، كما تسلّط الضوء على أفكار خاطئة تنتشر في المجتمع حول الأمراض العصبية والعقلية، وغيرها من قضايا العنف الأسري وزواج القاصرات.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يشير عيتاني إلى أن "المسرحية تدور حول "وصمة العار" التي تُحدثها تلك الأمراض العقلية والنفسية من جهة، وواقع المرضى في مجتمعنا من جهة أخرى، حيث تروي قصة كلّ مريض خلال جلسة علاج من نوع آخر مما يكشف العديد من جوانب وعوارض كل مرض كما والاضطرابات المتعلّقة به".

يضيف "تسعى المعالجة إلى كشف وجهة نظر المجتمع "العاقل" اتجاه هؤلاء المرضى، ويتم تمثيل الشخصيات مجازياً كدمى للدلالة على تهمة "تجرّدهم من الإنسانية" التي يلصقها المجتمع بهؤلاء المرضى الذين بدورهم يحاولون جاهدين الحفاظ على بصيص الأمل الأخير، وهو أن شخصاً سيعطيهم الاهتمام والرعاية والمساعدة التي يحتاجونها، وفهم حقيقة مرضهم الذي يوازي أي مرض عضوي".

ويوضّح أنه "خلال كتابة وإخراج المسرحية، تمكنت من التعمق في حياة المريض النفسي والعقلي ما أتاح إظهار هذه الجوانب في حركة الممثلين، التي تبرز أهميتها بالتعبير عن المرض من منظار المريض نفسه، والإضاءة على نظرة المجتمع له، فالشخصيات في المسرحية تتجسّد على شكل ألعاب منسية في جارور للكراكيب، حيث تسرد قصصها بطريقتها الخاصة في إطار لعبة بيت بيوت التي تجسد جلسة العلاج".

"الاضطرابات واضحة من خلال العمل البدني المفرط التي تقوم به كل شخصية، أيضاً كل مونولوج يساهم في التعبير عن المعركة الداخلية لكل شخصية ضد عقلها وضد المجتمع العام من حولها"، يلفت عيتاني الذي نفّذ السينوغرافيا على شكلٍ مجازي، فالظاهر على المسرح كراكيب في جارور مهجور وتسكنه خمس ألعاب مرمية حيث تتفاعل الشخصيات مع عناصر الديكور بشكل جسماني مدروس.

ويرى أن سينوغرافيا المسرحية هي تقريب جوهر النص للمشاهدين على أنه واقع مبالغ به فالشخصيات في المسرحية تتجلّى على شكل ألعاب يتم التحكم به، والعناصر التي تظهر على المسرح تعكس هذا المفهوم، إذ قد تم بناء تضخيم لمجموعة من الخردة التي نجدها في جارور الكراكيب مثل إبرة وزر ضخم وألعاب التركيب وإلى ما هنالك من خردة نجدها في جارور يرمز إلى إهمال المجتمع لهؤلاء الأشخاص.

دلالات
المساهمون