تحت عنوان "رواد الفن التشكيلي في الكويت" يتواصل المعرض الحالي الذي تنظمه قاعة "بوشهري للفنون" في العاصمة الكويتية حتى نهاية العام الجاري.
يتضمن المعرض أعمالاً تعود إلى تشكيليين افتتحوا أشكال التجريب في الفنون المختلفة في الكويت من رسم ونحت وحفر وغرافيك، حيث يعرض ستين عملاً فنياً لـ 19 فناناً وفنانة، ممن كان لهم أثر كبير في التأسيس لمغامرة التشكيل وبداياتها في الثقافة البصرية الكويتية.
تستعيد الفعالية لحظة إقامة ثاني معرض جماعي لهؤلاء الفنانين، نظمته دائرة المعارف عام 1978، في قاعة "المرسم الحر" التي كانت أول صالة فنية أسستها الدائرة في البلاد عام 1960. وشارك في المعرض آنذاك فنانون أصبحوا اليوم رواداً في حقول تشكيلية مختلفة، من بينها الخزف والحفر والنحت والرسم.
تبع تأسيس تلك الصالة ابتعاث فنانين من هؤلاء إلى الدراسة في كليات الفنون الجميلة في عواصم عربية وأوروبية، وأصبح "المرسم الحر" ينظم سنوياً معرضاً يماثل الصالونات الأساسية في العواصم المختلفة التي تقدم تجارب جديدة وقديمة على حد سواء.
الفنانون الذين عُرضت أعمالهم قبل أربعين عاماً في "المرسم الحر" وتعرض اليوم في "بوشهري للفنون" هم: أيوب حسين، بدر القطامي، جاسم بوحمد، جواد جاسم بوشهري، خزعل القفاص، خليفة القطان، سامي محمد، سعاد العيسى، صبيحة بشارة، طارق السيد فخري، عبدالحميد إسماعيل، عبدالله القصار، عبدالله سالم، عيسى بوشهري، عيسى صقر، محمد الدمخي، محمود الرضوان، مساعد فهد، ومنيرة القاضي.
بعض أعمال المعرض تنحو إلى التقليدية، وتجسّد البيئة الكويتية القديمة من بيوت وأزياء وطبيعة وعمارة إلى جانب رتابة الحياة اليومية، من هؤلاء الفنان عيسى بوشهري، عيسى صقر ومحمد الدمخي ومحمود الرضوان ومساعد فهد ومنيرة القاضي، وأيوب حسين الذي تعرض له أعمال بعنوان "النوم في الحوش صيفاً"، و"قهوة بوناشي"، و"عودة الكشاتة".
إلى جانب أعمال بدر القطامي الذي يتناول أيضاً البيئة المحلية، ويعرض له عمل "الخيران".
أما جاسم بوحمد، فيرسم المرأة الكويتية العاملة تلك التي تحمل بضاعتها على رأسها، أو تتلثم أو حتى الطفلة مع أغنامها، إلى جانب رسم حياة البحر ويوميات سكان البلدات القديمة والبعيدة عن البذخ والمدن المركزية، إنه يرسم الكويت القديمة، ولذلك نجد أعماله بعناوين مثل: "حنين الماضي"، و"الحرية المفقودة"، و"سيد الحضارة"، و"جحيم الانتظار".
أما الأعمال النحتية التي يتيح المعرض مشاهدتها، فتتنوّع بين التقليدية والتجريبية، بين تمثيل الشخصيات وبين تجسيد الأفكار، من هنا نجد أعمالاً نحتية لمؤسس "قاعة بوشهري" في الثمانينيات، وهو الفنان جواد جاسم بوشهري مؤسس "غاليري بوشهري"، ومن أعماله: "في مهب الريح" و"الوأد". كما نرى منحوتات خزعل القفاص، التي لا تحيد مواضيعها عن الحياة التقليدية في الكويت، فنجد "الطقاقات" و"صوت السهارى".
أما النحات سامي محمد فيحضر من خلال أعماله "المقيد" و"إنسانيات" و"غضب"، وكلها أعمال تجسّد أفكاراً عن الحرية والصراع مع السلطة والعنف الموجه ضد الفرد، وربما يكون محمد أكثر المشاركين قرباً من التجريب والتجريد في النحت وبعداً عن تجسيد البيئة والتقاليد في بلاده.