"البيت": إقامة ثقافية في عمّان العشرينيات

يُفتتح عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الخميس فضاء "البيت" في عمّان، بإشراف من "جمعية تجلّى للموسيقى والفنون" ومديرية الثقافة في "أمانة عمّان الكبرى"، ليشكّل مساحة جديدة في جبل اللويبدة الذي بات يحتشد بفضاءات ثقافية تحتاج إلى إعادة تقييم لدورها وفعلها الحقيقي.

يُقام المشروع الوليد في واحد من أقدم مباني الحي الذي يعود إنشاؤه إلى عشرينيات القرن الماضي، إذ شيّده محمد عبد الكريم الحمود وفق طراز عمارة مدينة البندقية في إيطاليا، والذي اتخذ مثالاً لأبنية عديدة انتشرت في مدن حيفا ويافا وبيروت في تلك الفترة.

يوضح بيان المنظّمين أن "المبنى يقف شاهداً على ما يقرب من 93 عاماً من الذكريات والأحداث والشخصيات المهمة التي مرت أو سكنت به، وكان ملتقى مفتوحاً لعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية"، وقد بُني بالتزامن مع إنشاء بيت نمر باشا الحمود الذي تتخذه دارة الفنون مقرّاّ حالياً لها".

يشير البيان إلى أن "البيت" انتقل مؤخراً إلى "خزينة الفن الأردني" التي عملت على رعايته والحفاظ على طرازه المعماري ليحتضن مجموعة من الفنانين والمؤسسات والجمعيات غير الربحية التي تهدف لدعم الثقافة والفنون في الأردن.

وتسعى" جمعية تجلّى للموسيقى والفنون" إلى حفظ إرث "البيت" التاريخي الذي أصبح مقرّاً دائماً لها، بوصفه مساحة مشتركة تجمع مبادرات ومشاريع الفنانين والمثقفين.

في حديثها إلى "العربي الجديد"، تبيّن رسل الناصر مؤسسة "تجلّى" أن "هذا المشروع يمثّل مساحة خاصة لجميع المنتمين إليه لتقديم عروض موسيقية، ومقرّ تجلّى، حيث يوفر العزلة والأجزاء لتنظيم برامج تدريب وتقرّغ فنانين من الأردن وخارجه".

في إطار التمسك بهوية عمّان القديمة، تلفت الناصر إلى "عقد شراكة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع "مذراة المدينة للثقافة والفنون" لافتتاح بيت روكس بن زائد العزيزي في مدينة مادبا كموقع تاريخي لنشر المعرفة حول حياة وأعمال المؤرخ الأردني (1903 – 2004)، و"حوش آل الحميدات" في بلدة الطيبة جنوبي الأردن الذي يعود بنائه إلى نحو قرن بالشراكة مع مركز السيق الثقافي، إضافة إلى مشروع البيت في عمّان".

يُذكر أن "تجلّى" أقامت عدّة مشاريع ثقافية، منها "شرفات" وهو عبارة عن عروض موسيقية غنائية تقوم على دمج الشارع بالموسيقى من شرفات الأبنية في شوارع وأحياء المدن الأردنية، و"كيان"، وهو شبكة ثقافية تضمّ عدداً من الفنانين والفاعلين الثقافيين في جميع محافظات الأردن وتنطلق نشاطاتهم من بيوت تراثية محلية.