منى مرعي.. تجريب على ألوان الحرب

29 سبتمبر 2017
(الفنانة في معرضها، العربي الجديد)
+ الخط -
بعد أن مرّت منها، في وقت سابق، تعود التشكيلية العراقية، منى مرعي، إلى بيروت لتقيم معرضها الشخصي التاسع في "غاليري ق art" الذي افتتح في التاسع من الشهر الجاري، ويستمر حتى بعد غدٍ الأحد، تحت عنوان "أسود مُضيء"، وهو معرض يضم 21 لوحة بمقاسات مختلفة، وفيه تقدّم مرعي تجربة جديدة تحاول فيها، أن تنقل صورة الحرب الدائمة بين الضوء والظلمة، بين الخير والشر.

تعتمد مرعي في أعمال معرضها الحالي على إمكانيات الأبيض والأسود، لكنها لا تكتفي بهما بل تضيف لهما لوناً في الخلفية، يختلف بين لوحة وأخرى، من الأزرق إلى الأحمر والبرتقالي والأخضر، ليكون أحد هذه الألوان المُصلح أو المحاور الوسيط بينهما، بالإضافة إلى الطبقات وتدرّجات اللونين، وإضافة وجوه وشخوص لها علاقة بحالات مختلفة، منها شخصية وإنسانية والأخرى لها علاقة بما يمر به بلدها العراق والمنطقة من أزمات.

لتصل عبر ذلك في تجربتها الجديدة بعد مخاض وصراع إلى تصالح مع الذات ومع اللونين، لتنهي هذه التجربة بلوحة وحيدة مؤلفة من الأسود والأبيض، وكأنها تعلن أنها حققت هذا التصالح مع نفسها ومع اللونين ليكون عنواناً للأمل، كما أنها بذلك "تضيء" الأسود بتجريده من كل معانيه النمطية.

عن تقنية بناء اللوحة، تقول مرعي لـ"العربي الجديد" إنها أحسّت بتطوّر ملحوظ في تجربتها، ليس من الناحية البصرية فقط، ولكن من الناحية النفسية والفكرية، وأنه أصبح لديها "هدوء وحكمة، في استعمال المادة وتحويلها إلى عمل بصري قريب إلى النحت".

بابتسامة تعيدها إلى بداياتها في "كلية الفنون" في بغداد، تقول التشكيلية العراقية، إن ذاكرتها لا تزال تحمل صورة لمَحتها في سنوات شبابها للفنان، فائق حسن، وهو يرسم في حديقة الكلية، ومن حوله طلابه. تقول "في تلك الفترة لم أعرف هذا الفنان، لكني أحسست بعظمته".

بمثل ذلك، أحبّت مرعي الرسم والفنون الجميلة بشكل عام، دون أن تعرف السبب، ولم يكن في محيطها العائلي أي مشجّع، وكان حلمها أن تدخل معهد الفنون ومن بعدها كلية الفنون في بغداد، ومن حسن حظها أنها عاصرت الجيل الذهبي من أساتذة الفنون التشكيلية في العراق، مثل الفنان سلمان عباس الذي تعلمت منه معنى الإنسانية، كما تقول، والنحات سهيل الهنداوي، وفنان الغرافيك سالم الدباغ، وكثير من الأسماء التي لها وزنها في الحركة التشكيلية العراقية.

وهي الآن تدرّس الفنون الجميلة منذ عشر سنوات، في نفس المعهد، وقد تنقلت قبل ذلك بين عمان وبيروت وباريس.

وحول كلمة "تجربة"، التي تكرّرها بشكل مستمر، تقول منى مرعي إنها تأثرت بالفنان العالمي، بابلو بيكاسو، كإنسان وفنان، وتعتبره "ملك التجريب".



دلالات
المساهمون