تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه. "مجتمعنا يتعرض لانهيار منظومته الاجتماعية والأخلاقية، خصوصاً في القدس...لا نهادن ونحمّل الجميع المسؤولية". يقول المسرحي الفلسطيني إسماعيل الدباغ في وقفته مع "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- أنا الآن بصدد التحضير لإنتاج عمل مسرحي، من خلال استوديو الممثّل، وهي ورشات مسرحية محترفة، للراغبين في تطوير مهاراتهم ومواهبهم المسرحية المختلفة. سنُتوِّج هذه الورشات بعمل مسرحي يحمل اسم "صح-آفه". هذا المشروع سيكون بالشراكة مع مؤسسة "الرؤيا الفلسطينية" المقدسية.
■ ما هو آخر عمل لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل كان الجزء الثاني من مسلسل "باب العامود"، ونقوم حالياً بالتحضير لإنتاج الجزء الثالث منه. وهو مسلسل يرصد هموم المقدسيّين، لاقى انتشاراً واسعاً داخل وخارج فلسطين، لا سيّما في صفوف المغتربين والأسرى، ذلك أنّه ينقل وبشكل واقعي طبيعة الحياة اليومية في القدس المحتلة. إنّه أول مسلسل يستطيع الولوج إلى تفاصيل حياتية واجتماعية يهملها "الخطاب الوطني" الذي يتغنى بالقدس وهو لا يعرفها. ونحن بالمناسبة سننتج الجزء الثالث بإمكانيات ذاتية، ونأمل أن نعطيه لتلفزيون عربي نظيف لبثّه.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لست راضياً عما نقدم، وإلا كنت سأتوقّف عن العمل في هذا المجال، سيّما أننا نعمل - مع استثناءات نادرة - بدون دعم مالي. فنحن ننظر إلى "مسرح الرواة" كفضاء ثقافي حر في القدس، نعتمد فيه على إمكانياتنا الذاتية، من كتابة وإخراج وإنتاج. أخيراً، قمنا بإنتاج أعمال تلفزيونية من وحي المسرح وأدواته المختلفة، أي بعبارة أدق، استطعنا نقل تجربتنا في المسرح من خلال شاشة التلفزيون، وقد حققنا انتشاراً واسعاً. أفكارنا لا تروق للمموّلين، إذ إننا لا نهتم بشعارات زائفة، كحقوق الطفل والمساواة بين الرجل والمرأة، والحوار مع الآخر، فمجتمعنا يتعرض لانهيار منظومته الاجتماعية والأخلاقية، خصوصاً في مدينة القدس. بدلاً من ذلك، تتحدث أعمالنا عن حالة الاغتراب التي تعيشها المدينة المحتلة وسكانها. لا نهادن ونحمّل الجميع المسؤولية.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لا أحد يستطيع أن يخطّط لمستقبله في القدس، خاصةً في مجال الفنون المشهدية والبصرية. فنحن الذين ما زلنا نعمل في هذا المجال، لا نعدو كوننا نُجرّب، والتجربة قاسية ومحبطة أحياناً. الأعداء دائماً متربّصون وجاهزون للانقضاض، ونحن جاهزون للتصدي، فلا أمن ولا أمان سوى بالاستمرار في العمل.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- شخصياً، لا أسعى لتغيير أي شيء. نحن لا نملك أداوات التغيير. كل ما نحارب من أجله، هو ألّا نكون مثل الآخرين. لا نريد أن نغيّرهم، بل نُحارب كي لا نكون مثلهم، وهذا هو المهم الآن.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أرغب في لقاء يهوذا الإسخريوطي.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- لم أعد أجد وقتاً للقراءة، فالقدس ليست بالمدينة التي تستطيع أن تقرأ وأنت فيها!
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- "فقر الفكر وفكر الفقر" للكاتب المصري يوسف إدريس.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- دائما ما أعود وأسمع الشيخ إمام، فأنا من أشدّ المتعاطفين معه، لكونه شخصاً عاش ومات منشداً للحريّة، في الوقت الذي لم يكن أحد يريد أن يكون حرّاً.
بطاقة: ممثّل ومخرج وكاتب مسرحي فلسطيني. بدأ مع فرقة "مسرح الحكواتي" المقدسية، قبل أن يقوم بتأسيس فرقة "مسرح الرواة" سنة 1987. قدّم "الرواة" منذ تأسيسه ما يزيد عن 15 عملاً مسرحياً من بينها: "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة" (2008)، و"شارع فساد الدين" (2009). وفي السينما أدى إسماعيل الدباغ أدواراً في أفلام من بينها: "كأننا عشرون مستحيل" (2003)، و"ملح هذا البحر" (2008). وفي التلفزيون أخرج مسلسل "باب العامود" في موسمين (2013 - 2015) وكان الممثل الرئيسي فيه.
اقــرأ أيضاً
- أنا الآن بصدد التحضير لإنتاج عمل مسرحي، من خلال استوديو الممثّل، وهي ورشات مسرحية محترفة، للراغبين في تطوير مهاراتهم ومواهبهم المسرحية المختلفة. سنُتوِّج هذه الورشات بعمل مسرحي يحمل اسم "صح-آفه". هذا المشروع سيكون بالشراكة مع مؤسسة "الرؤيا الفلسطينية" المقدسية.
■ ما هو آخر عمل لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل كان الجزء الثاني من مسلسل "باب العامود"، ونقوم حالياً بالتحضير لإنتاج الجزء الثالث منه. وهو مسلسل يرصد هموم المقدسيّين، لاقى انتشاراً واسعاً داخل وخارج فلسطين، لا سيّما في صفوف المغتربين والأسرى، ذلك أنّه ينقل وبشكل واقعي طبيعة الحياة اليومية في القدس المحتلة. إنّه أول مسلسل يستطيع الولوج إلى تفاصيل حياتية واجتماعية يهملها "الخطاب الوطني" الذي يتغنى بالقدس وهو لا يعرفها. ونحن بالمناسبة سننتج الجزء الثالث بإمكانيات ذاتية، ونأمل أن نعطيه لتلفزيون عربي نظيف لبثّه.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لست راضياً عما نقدم، وإلا كنت سأتوقّف عن العمل في هذا المجال، سيّما أننا نعمل - مع استثناءات نادرة - بدون دعم مالي. فنحن ننظر إلى "مسرح الرواة" كفضاء ثقافي حر في القدس، نعتمد فيه على إمكانياتنا الذاتية، من كتابة وإخراج وإنتاج. أخيراً، قمنا بإنتاج أعمال تلفزيونية من وحي المسرح وأدواته المختلفة، أي بعبارة أدق، استطعنا نقل تجربتنا في المسرح من خلال شاشة التلفزيون، وقد حققنا انتشاراً واسعاً. أفكارنا لا تروق للمموّلين، إذ إننا لا نهتم بشعارات زائفة، كحقوق الطفل والمساواة بين الرجل والمرأة، والحوار مع الآخر، فمجتمعنا يتعرض لانهيار منظومته الاجتماعية والأخلاقية، خصوصاً في مدينة القدس. بدلاً من ذلك، تتحدث أعمالنا عن حالة الاغتراب التي تعيشها المدينة المحتلة وسكانها. لا نهادن ونحمّل الجميع المسؤولية.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لا أحد يستطيع أن يخطّط لمستقبله في القدس، خاصةً في مجال الفنون المشهدية والبصرية. فنحن الذين ما زلنا نعمل في هذا المجال، لا نعدو كوننا نُجرّب، والتجربة قاسية ومحبطة أحياناً. الأعداء دائماً متربّصون وجاهزون للانقضاض، ونحن جاهزون للتصدي، فلا أمن ولا أمان سوى بالاستمرار في العمل.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- شخصياً، لا أسعى لتغيير أي شيء. نحن لا نملك أداوات التغيير. كل ما نحارب من أجله، هو ألّا نكون مثل الآخرين. لا نريد أن نغيّرهم، بل نُحارب كي لا نكون مثلهم، وهذا هو المهم الآن.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أرغب في لقاء يهوذا الإسخريوطي.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- لم أعد أجد وقتاً للقراءة، فالقدس ليست بالمدينة التي تستطيع أن تقرأ وأنت فيها!
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- "فقر الفكر وفكر الفقر" للكاتب المصري يوسف إدريس.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- دائما ما أعود وأسمع الشيخ إمام، فأنا من أشدّ المتعاطفين معه، لكونه شخصاً عاش ومات منشداً للحريّة، في الوقت الذي لم يكن أحد يريد أن يكون حرّاً.
بطاقة: ممثّل ومخرج وكاتب مسرحي فلسطيني. بدأ مع فرقة "مسرح الحكواتي" المقدسية، قبل أن يقوم بتأسيس فرقة "مسرح الرواة" سنة 1987. قدّم "الرواة" منذ تأسيسه ما يزيد عن 15 عملاً مسرحياً من بينها: "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة" (2008)، و"شارع فساد الدين" (2009). وفي السينما أدى إسماعيل الدباغ أدواراً في أفلام من بينها: "كأننا عشرون مستحيل" (2003)، و"ملح هذا البحر" (2008). وفي التلفزيون أخرج مسلسل "باب العامود" في موسمين (2013 - 2015) وكان الممثل الرئيسي فيه.