سام شيبرد.. رحيل عن الغرب الحقيقي

01 اغسطس 2017
(1943 - 2017)
+ الخط -

يمثّل الكاتب والممثل الأميركي سام شيبرد (1943 – 2017) الذي رحل منذ يومين، أحد أبرز الشخصيات التي عبّرت بجرأة عن أزمات الولايات المتحدة الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن معارضته القوية لسياسات بلاده الذي رأى أنها "تنحو تجاه البلطجة والترهيب" بعد 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.

في عمله المسرحي "إله الجحيم" (2004)، وجّه انتقادات قاسية إلى الوطنية الأميركية التي تعبّر عن ذاتها بأبشع الممارسات الفاشية، وهو يستعير عنوانه من مفردة "بلوتو" التي تحيل إلى إله العالم السفلي لدى الإغريق وهي كذلك الجذر الذي يشتق منه "البلوتونيوم" بوصفه أكثر العناصر الكيميائية تسبّباً في الكوارث بفعل استخداماته في التكنولوجيا النووية.

ابتدأ شيبرد كتابة المسرح في ستينيات القرن الماضي، وفي تلك الحقبة كان صمويل بيكيت هو المعلّم الأوّل له، فوضع أعماله التي اقتربت من الواقع في لغتها ومضامينها منذ "الكابويز" (1964)، و"الكلب" (1965)، و"أم إيكاروس" (1965)، و"شيكاغو" (1966)، و"الصليب الأحمر" (1966)، و"لا توريستا" (1967).

شكّلت مسرحيته "الغرب الحقيقي" (1980) أوضح مقاربة له في هجاء "الخرافة الأميركية" التي يؤمن بها معظم مواطنوه من دون أن يدركوا أنها لم تعد حقيقة، حيث تراجع الدور الثقافي في الولايات المتحدة التي أنجبت أسماء هامة في الرواية والمسرح والشعر حتى منتصف القرن الماضي، كما زال "الحلم الأميركي" الذي أثث رغبات الناس وأحلامهم عبر العالم.

في هذه المسرحية تحديداً، قال شيبرد كلّ ما يريد قوله عن هوية بلاده المتوترة بعد انهيار العائلة التي يعتقد الأميركيون أنها أهمّ ما يميز مجتمعهم وأن خلافات الأشقاء داخل الأسرة الواحدة تحيل إلى أوهام الحداثة والحضارة التي تقودها ساسة متوحشون يتصارعون على المال والنفوذ.

عاش صاحب "السقوط في الحب" (1983) متنقّلاً بين أماكن عديدة؛ المكسيك وإنكلترا وأمريكا لا يستقرّ في مكان، كما تجواله الدائم في أفكاره، وهو الذي كتب أكثر من أريعين عملاً مسرحياً إلى جانب كتابة القصة القصيرة والمقالات والسيناريو للعديد من الأفلام، وكان يردّد على الدوام: "أنا لا أنتمي إلى أي مكان، كانت الكتابة دعامتي وبيتي الدافئ".

المساهمون