مرايا الفراغ: الزجاج كما لو كان حياً

07 مارس 2017
(من المعرض، تصوير: ديفيد سولومون)
+ الخط -

"مرايا الفراغ"، عنوان لمعرض فني يشتغل على تحوّلات الزجاج، للفنان التشيكي رودولف بوردا، مقام حالياً في غاليري "ستال" للفنون في مسقط، التي تتخصّص في تقديم الفنون البصرية المعاصرة.

يكشف المعرض الذي يضم خمساً وعشرين قطعة فنية عن فنان مهجوس بلغة المرايا في الزجاج، وكأنه يقول "إن ثمة أشكالاً لا نهائية، تكشف عن تراكم طبقات خفية من الزجاج الشفاف والملون، لتذكر المشاهد بالمحيط العالمي للقوى الكونية من حولنا"، وفقاً لوصف الكاتب والناقد الفني التشيكي ميروسلافا هايك لقطع بوردا الفنية.

رودولف بوردا، المولود في مدينة مالدا بوليسفا الصناعية التشيكية (1973)، درس في كلية الفنون التطبيقية في بلده، قبل أن يسافر إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية لمواصلة الدراسة والتدريب، وبعد عودته أسس استوديو فنياً شخصياً، يعمل فيه على تحويل الزجاج إلى أعمال فنية.

في حديث إلى "العربي الجديد" حول فكرة المعرض وأسباب ولعه بالزجاج، يقول بوردا: "لطالما أحببت الفضاء والفراغ، ويذكرني ذوبان الزجاج بفعل ارتفاع درجة الحرارة بأصل الكون، فعندما تذوب المواد تنشأ أشكال جديدة، وعندما يخترق الضوء الزجاج، تنشأ تكوينات ثلاثية الأبعاد، يبدو فيها الزجاج كما لو كان كائناً حياً".

وحول عملية تطويعه للزجاج، وتحويله إلى فكرة فنية، يشرح الفنان: "إنتاج الزجاج عملية دقيقة لها إجراءات محدّدة، ولكني أحاول تجاوزها من أجل الحصول على الشكل المثالي الذي يدور في ذهني، كل قطعة تتطلب عشرين محاولة على الأقل للوصول إلى النتيجة النهائية، فكل منحوتة مصنوعة يدوياً وفريدة من نوعها".

وعن حساسية التعامل مع الزجاج، وشغف البحث عن مرآة تعكس مثاله: "نظراً لطبيعة الزجاج الهشّة، فإن احتمالية كسر المنحوتة أثناء العملية وقبل وصولها إلى الشكل المثالي كبيرة جداً، وهذا يتطلب مني دقة بالغة، قبل أن أصل إلى الشكل المثالي الذي أتصوّره". من خلال فنون الزجاج وتقاليدها تستلهم أعمال الفنان حركة الكون ورموزها كالمد والجزر وتدفق الطاقة في الحياة، وربط الكون أو العالم الكبير بالعالم الصغير.

يعبّر الفنان عن أسباب اختياره عُمان لعرض أعماله، وعن دهشته بالمكان الذي يزوره أول مرة "لطالما أردت المجيء إلى عُمان، شيء ما في هذا المكان يبدو ساحراً وغامضاً بالنسبة إليّ.... إنه قريب من النجوم المضيئة في السماء، وعلى مقربة أكثر من الأصل الإنساني الطبيعي".

دلالات
المساهمون