أحمد مرسي.. فانتازيا سبعين عاماً

01 مارس 2017
(من المعرض)
+ الخط -

ارتبطت الحركة السوريالية المصرية بصدامات حادّة شهدها المجتمع منذ عشرينيات القرن الماضي بين أنصار الحداثة والمحافظين في الثقافة والفنون وسائر المجالات، وبدأت تنعكس بقوّة في العقدين التاليين، وصولاً إلى عام 1952، حيث بدا العهد الجمهوري غير متفق مع هذه التيارات "المتغرّبة".

ربما لم يكن العامل السياسي الوحيد المؤثّر على انكفاء السوريالية، فلقد ساهمت عوامل أخرى -بعضها يتصل بتغيّر أصاب الفن ومفاهميه- أدّت إلى تشتّت السورياليين وانحسار حضورهم، ومنهم الفنان التشكيلي أحمد مرسي (1930) الذي غادر مصر في سبيعينيات القرن الماضي إلى الولايات المتحدة التي يقيم فيها حتى اليوم.

تعدّدت اشتغالات مرسي في بداياته بين الترجمة والصحافة والمسرح والشعر والتشكيل، غير أن القصيدة واللوحة أثّثتا غربته بالحنين إلى مرحلة اعتبر أحد رموزها الذين لا تفوّت دراسة، أو تأريخ لها، إلاّ وذكّرت بدوره فيها.

يمثّل معرض "خيالات حوارية" الذي افتتح اليوم الأربعاء ويتواصل حتى الثالث من حزيران/ يونيو المقبل في "مؤسسة الشارقة للفنون"، في مدينة الشارقة الإماراتية، مختارات من رحلة الفنان منذ أربعينيات القرن الماضي حتى يومنا الحاضر، التي تحتشد بالرمزيات والتمثيل لأحداث وأمكنة بتأثيرات أسطورية وخيالية وفانتازية.

تشكّل الذاكرة ومسار الزمن والتأمّل والعزلة والغنائية عناصر أساسية في لوحات الفنان خلال رحلة إبداعه التي قاربت سبعين عاماً، بحسب المنظّمين، فهو رغم إقامته المديدة في نيويورك منذ 1974، لكنه لم يهجر ماضيه في مدينة مولده، الإسكندرية، التي شهدت ظهور السوريالية المصرية، وكذلك في بغداد حيث عاش فيها فترة وأقام مشاريع مشتركة مع أدباء وفنانين فيها.

يُذكر أنه سيشارك في الندوة التقييمية التي تقام على هامش المعرض، كلّ من الفنانة حور القاسمي وأستاذ الفن الحديث صلاح حسن.

المساهمون