أركون في دوائر المقرّبين

27 فبراير 2017
(1928 - 2010)
+ الخط -

منذ رحيله في سنة 2010، كثيرة هي الاستعادات التي نظّمت في شكل ندوات ومحاضرات حول المفكر الجزائري الفرنسي محمد أركون، كان آخرها في الثاني من شباط/ فبراير الجاري في "معهد العالم العربي" في باريس.

يوم غد، تقام ندوة استعادية أخرى لأركون في المكتبة الوطنية في العاصمة المغربية الرباط. يمكن التقاط نقاط تشابه كثيرة بين الأولى والثانية، بداية بأسماء المشاركين حيث يتكرّر حضور كل من الباحث الفرنسي في الفلسفة فرانسوا إيفونيه، والباحثة التونسية في الإسلامولوجيا نائلة السليني، وكذلك نلاحظ أن كلتا الفعاليتين تقعان تحت إشراف "مؤسسة محمد أركون" التي تديرها زوجة المفكر الراحل، تورية يعقوبي أركون.

تنطلق الندوة بعرضِ حديثٍ مصوّر مع صاحب "تاريخانية الفكر الإسلامي" بعنوان "القرآن والعقل"، كما يجري تقديم كتاب "قراءات القرآن" (بالفرنسية) الذي أعيد إصدراه نهاية السنة الماضية عن دار "كروازيه دي شومان"، وهي طبعة شهدت إضافة بحوث أخرى لم ينشرها أركون وهو على قيد الحياة.

تتضمّن الندوة ثلاث محاضرات أساسية؛ الأولى تلقيها السليني، والثانية لـ إيفونيه، أما الأخيرة فهي أقرب إلى شهادة حيث يضيء الناشر عبد القادر رتناني علاقة أركون بعالم النشر، خصوصاً وأنه شخصية فاعلة في ثقافتين. لعل هذه المحاضرة الأخيرة إحدى أبرز الفروقات بين ندوتي باريس والرباط، مقابل حضور عالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران في الأولى وغيابه عن الثانية.

من هذه القواسم المشتركة التي تجمع بين ندوتين في شهر واحد نشعر بطغيان الجانب البروتوكولي في الاحتفاء بأركون، ككثير من الشخصيات الراحلة الأخرى، خصوصاً مع حصر الحديث عنه في دائرة صغيرة معظمهم ممن كانوا مقرّبين منه في حياته سواء من خلال الصداقة الشخصية أو الزمالة أو التتلمذ عنده.

المساهمون