"بلدنا": أربعون عاماً من الحنين إلى الضوء

20 ديسمبر 2017
(فرقة "بلدنا" في حفلها الأخير)
+ الخط -
في مرحلة شهدت تعبيرات متعدّدة عن المقاومة والتحرّر الوطني، تأسّست فرقة "بلدنا" في الأردن عام 1977، ضمن عدّة مشاريع ثقافية كانت تنوب حينها عن الأحزاب والقوى السياسية التي كانت محظورة بسبب الأحكام العرفية التي استمرت قرابة ثلاثة عقود.

الفرقة التي أنشأها الكاتب وضّاح زقطان، والملحّن والمغني كمال خليل، ضمّت في حينها عشرين طفلاً وثلاثة عازفين، لتبدأ بغناء قصائد للشاعرين إبراهيم نصرالله، ورزق أبو زينة كان لها الأثر الكبير في إبراز هويتها كجزء من الذاكرة الفلسطينية.

بعد أربعين عاماً على التأسيس، تحضر "بلدنا" ضمن الفعاليات التي تحتضنها عمّان هذه الأيام استنكاراً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني، حيث أقامت حفلها منذ أيام على "مسرح الحسين الثقافي"، وهي تستعد لمشاركات أخرى قريباً.

لم يستطع كمال خليل الذي حافظ على مشروعه سوى إنتاج ألبومين، هما "نشيد الانتفاضة" (1989) و"على جذع زيتونة" (1990)، كما أعاد توزيع بعض أغانيه القديمة في ألبوم "للزمن القادم" منذ عامين، ومنها: "دولة" و"عمي يا بو الفانوس" و"حنين إلى الضوء" و"لا مشكلة لدي" و"اتنازل" و"خلي الشوق" و"أبو الزلف" و"في الزمن القادم" و"عصب عيونك".

العائق المادي كان السبب وراء ذلك، حيث منُع خليل من العمل من قبل السلطات الأردنية بسبب مضامين سياسية في تلك المرحلة، رغم أن النصوص المغنّاة كانت مجازة من قِبل الرقابة، كما اعتقل عام 1988 مدة عامين لانتمائه إلى أحد الأحزاب اليسارية المعارضة.

قدّمت "بلدنا" عشرات الحفلات في الولايات المتحدة والبرازيل وألمانيا وكولومبيا والعراق ولبنان والقاهرة حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى حضورها في الأردن.

يستعد خليل لتلحين أغنية جديدة بعنوان "قصيدتهم" ستوّزع في آذار/ مارس المقبل، عن نص يحمل العنوان ذاته للشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، كما افتتح "بيت بلدنا" في حي اللويبدة العمّاني منذ سنوات، حيث يضمّ صور الفرقة ومتعلّقاتها، ويقيم فيها حفلاً أو اثنين كل عام، إضافة إلى استضافته لفعاليات ثقافية.

دلالات
المساهمون