يسرى الهواري: أصدق الأعمال أولها

18 ديسمبر 2017
(يسرى الهواري)
+ الخط -

لكي تنجز ألبومها الأول قامت الفنانة المصرية، يسرى الهواري، بإطلاق حملة تمويل جماعي بعنوان "إنت المنتج"، جمعت من خلالها جزءاً من كلفة إنتاج الأغاني من جمهورها. قامت الحملة على دعم إلكتروني وآخرَ بين طلبة الجامعات والشباب، وهم الفئة التي تحب الأسلوب الغنائي الذي تقدمه الهواري. كانت الفكرة أن يشتري كل منهم كوبوناً، ويحصل على الألبوم بعد صدوره، أي أن الجمهور اشترى الألبوم قبل إنتاجه.

يوم الجمعة الماضي أطلقت الهواري، في قاعة إيوَرت بالجامعة الأميركية في القاهرة، ألبومها الذي وعدت داعميها بإنتاجه تحت عنوان "نقوم ناسيين". وعن تجربة البحث عن تمويل الجمهور من فنانة تطلق ألبومها الأول، تقول في حديث مع "العربي الجديد": "أغني منذ خمسة أعوام، أي أن لديّ جمهوراً قبل أن أصدر ألبوماً، كنت معتمدة في هذه المغامرة غير المضمونة على محبة الناس الذين شجعوني على هذه الخطوة".

عرف الناس الهواري من مشاركتها في غناء خاتمة فيلم محمد خان الأخير، "فتاة المصنع"، وعرفوها أكثر بفضل أغنية "السور" التي ظهرت في 2012 مع وقوع أحداث محمد محمود الدامية، وزاد من غرابة أغنيتها التي تصفها بأنها "طفولية بسيطة ومرحة عن الثورة" تصويرها الأغنية أمام الأسوار التي وضعتها السلطة، وظهرت فيه الهواري وهي تعزف الأكورديون في الشوارع.

بعد "السور" بدأت الهواري تتلقى الدعوات للمشاركة في مهرجانات تحتفي بالموسيقى، التي ظهرت بعد الثورة. تقول: "كانت فرقتنا تتكوّن وشاركنا في عدة حفلات ولكن كان لدينا سؤال، هل توجَّه إلينا الدعوات لأننا من مصر أم بسبب الثورة أم أننا نقدِّم موسيقى جيدة فعلاً؟ فقررنا أن نتوقف عن قبول الدعوات إلى مهرجانات خارج البلد إلى حين تتضح فرقتنا ونشتغل على الموسيقى التي نريد تقديمها فعلاً".

يتضمن "ونقوم ناسيين" 11 أغنية من بينها "بس كلّه يهون" و"جيسيكا" و"سلام ع البيت" و"كلنا هنّام بالليل" وأنا ماشي" و"لا تسمع كلامي" و"كشكولي" و"مفيش قمر"، كما لحّنت وأدت من أشعار صلاح جاهين غير المغناة قبلاً، وهي "شاي بلبن"، وبين الأغاني تأتي مقطوعة موسيقية من تأليف الفنانة التي لحنت كل أغاني الألبوم وكتبت اثنتين منها.

يطغى الأسلوب الساخر خفيف الظل والحكائي على الأغنيات، أما الموسيقى التي تقدّمها عازفة الأكورديون فتبدو كما لو أنها موسيقى تصويرية في فيلم فرنسي كلاسيكي.

نسأل الهواري عن اختلاف ما تقدمه عن الموسيقى التي ظهرت بعد الثورة، فتقول: "لا أعرف، لكل فرقة طابعها لكني لا أعرف كيف أختلف أنا وفرقتي عن الباقين. لست من يحدد".

لكن يمكن للمتلقي أن يلمس اختلاف الهواري في التأثر بموسيقى الأغاني الفرنسية، هي التي درست العزف على الأكورديون في باريس لعامين، تقول: "الناس يقولون إنهم يحبون روح الفرقة، نحن منسجمون تماماً وهذا يظهر على الأداء"، وتتابع: "حين سجّلنا (نقوم ناسيين) سجّلنا كفرقة وليس كل آلة وحدها لكي نحافظ على هذه الروح ولكي تظهر في غناء الألبوم".

تكمل الفنانة: "لم نعتمد على التكنولوجيا في تصحيح الأخطاء، رغم أن صوتي ضعيف وليس قوياً من جهة الغناء، لكن رهاني على الموسيقى ولا أنافس في سياق آخر، احتفظنا عند التسجيل بروح اللعب وبالأخطاء البشرية الطبيعية في التسجيل".

تسمع الهواري الموسيقى كما لو أنها تمرّ في مراحل، هناك مرحلة هيمن فيها "الروك" وفرقة "كوين" على مزاجها، ثم حلّ محلها الجاز و"الجيبسي جاز". عن ذائقتها الموسيقية تقول: "أحب الأعمال الأولى للفنانين، أجدها دائماً الأصدق، ثم لا أدري ما الذي يحدث في الطريق ويغيّر هذا الصدق أو يؤثر فيه".

المساهمون