وليد دلة.. ذاكرة السنوات السبع

18 ديسمبر 2017
(من أعمال الفنان)
+ الخط -

تشكّل الحياة اليومية في الأحياء القديمة في مدينته تعز، وأحداث التاريخ بعامة، أبرز مرجعيتين في تجربة النحات والتشكيلي اليمني وليد دلة (1973)، التي يغلب عليها اهتمامه بقضايا اجتماعية وسياسية على حساب التقنيات والأسلوب وغيرها من العناصر الفنية.

تأثّر دلة بتجربة الفنان اليمني الراحل هاشم علي (1940 – 2009) التي ارتبطت بعوالم البسطاء وأعمالهم وحرفهم وملابسهم التقليدية والعادات والتقاليد في توثيق بصري للمجتمع اليمني طيلة عقود، وهي سمات ظلّت ملازمة في أعمال دلّة ومضامينها.

أول تماثيله النصفية كانت تجسيداً للشاعر الراحل عبد الله البردوني، كما تتبّع في منحوتاته مواقع أثرية عديدة، منها "دار الحجر" أحد أبرز المباني التاريخية في صنعاء ويعود تاريخ إنشائها إلى القرن الثامن عشر على يد علي بن صالح العماري، وكذلك "قلعة القاهرة" في تعز.

في عمله "الثلايا"، يعود دلّة إلى الشهيد أحمد بن يحيى قائد ثورة 1955 ضد حكم الإمام يحيى، والتي باءت بالفشل بعد عشرة أيام من اندلاعها لتنتهي بإعدامه، كما قدّم أعمالاً عديدة تحاكي صورة فبراير/ شباط 2011 في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية.

يرى الفنان في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "المشهد الثقافي اليمني بسلبياته وإيجابياته هو ترجمة للصراع القائم وتحوّلاته المتسارعة وتداعياته، ما يعكس أهمية الثقافة بما تمثّله من تفكير خلاق يتحرّر من الأشكال النمطية الجامدة، ويرقى نحو مفاهيم وتأويلات ترى أن كل جهد بشري يحمل قيمته معه باتجاه الحقيقة والإبداع".

ويشير إلى أن "الإبداع في ظلّ الحرب والقتل الجماعي هو خلاص من كلّ استبداد، وتعرية متجددة لشتى أساليب القمع والإلغاء".

مع بداية الحرب التي تشهدها اليمن، اضطر دلة شأنه شأن الكثيرين أن يغادر صنعاء نازحاً إلى مسقط رأسه؛ تعز والتي عايش فيها الحرب بكل تفاصيلها وأوجاعها، وافتتح مرسماً صغيراً له في الحي الذي يسكنه وسط المدينة محاولاً صياغة ذاكرة السنوات السبع الأخيرة في أعماله.

المساهمون