"ميريت": زمن المداهمات مستمر

20 نوفمبر 2017
(محمد هاشم)
+ الخط -

داهمت مباحث المصنفات، مساء أمس في القاهرة دار "ميريت" للنشر، وتحفظّت على 11 كتاباً. ووفقاً لشهود عيان، فقد قام أفراد الشرطة بالتقليب في محتويات الدار وتفتيشها، ومصادرة كتب مهداة إلى الناشر محمد هاشم وهي ليست من إصدارات الدار وليست للبيع.

كما ألقت الشرطة القبض على شاب يعمل متطوعاً في الدار، وهو سيناريو شبيه بذلك الذي حدث مؤخراً في "مكتبة وسط البلد".

لا يخفى تاريخ العلاقة المتأزمة بين "ميريت" ومؤسسات السلطة، منذ عهد مبارك وصولاً إلى توجهها المعروف ضد ممارسات النظام الحالي.

ثمة كثير مما يستفز السلطة في "ميريت" هذه الأيام، من ذلك تدوينات هاشم على فيسبوك التي كان آخرها دعوة للوقوف ضد السيسي في الانتخابات ودعم المرشّح الوحيد، حيث كتب هاشم "أدعم خالد علي". وأدعو لوقف الخلاف العبثي "نشارك ولا لا"، وأدعو كلّ من يرفض بيع الأرض وسياسات الإفقار والتجويع والتطبيع والقمع لرفع الصوت دفاعاً عن خطاب بديل".

كما أصدرت الدار كتاباً بعنوان "تيران وصنافير..دراسة تاريخية وثائقية" لمؤلفه صبري العدل، والتي يرصد فيها التاريخ الرسمي للجزيرتين من 1840 إلى 1990. وأقام فيها الروائي علاء الأسواني، الخميس الماضي، محاضرة بعنوان "مرض الاستبداد".

تجدر الإشارة إلى تجرؤ النظام المصري على الكتّاب والصحافيين الذين ينتقدونه وملاحقتهم بسبب ما ينشرونه على صفحات التواصل الاجتماعي، خلافاً لعهد مبارك الذي ترك هامشاً نسبياً لهم مثلّته بعض الصحف غير الرسمية والحراكات السياسية التي لم يعد لها أي مكان في العهد الجديد ولو كديكور، وانتفت أية مسافة بين السلطة والمثقف الذي أصبحت وظيفته الوحيدة هي امتداحها وتبرير أخطائها التي لا تنتهي.

المساهمون