إلى اليمين در

28 يوليو 2016
نجيب محفوظ (1911- 2006)
+ الخط -

تأخذني المقارنات بين رواية نجيب محفوظ (1911- 2006) وبين أغلب كتابات اليسار المصري الروائية ممّن عايشوه أو من أجيال أتت بعده، إلى أن صاحب "الحرافيش" (1977) المغرق في واقعيته - معظم مراحل تجربته - استطاع أن يفوق حاملي الأيديولوجيات في قراءة الراهن واستشراف القادم.

ربما لأن الروائي، الحائز على نوبل عام 1988، كان معانداً بجذرية لفكرة "المخلّص" الذي يقود المجتمع، شخوصاً وأفكاراً، لذلك رفض التبشير برؤى وشعارات، إنما انحاز إلى منظومة قيم متواضعة في طموحاتها بمقياس كثير من الثوريين في عصره، إلى أن ثبت كم هي متجاوزة اللحظة التي نعيشها اليوم.

درْس محفوظ يبدو مبالغاً في بساطته، فهو لم ينبهر بالحداثة ولم يمانعها، حيث آمن بأنها عملية طويلة معقّدة وتخضع إلى النقد الدائم، لذلك التصق بواقعه وبيئته، ولم يبالغ في تصوّراته حولها لمعرفته العميقة بثقافة مصر والمصريين التي تتناقض مع النقلات المتسرّعة.

صاغت واقعيته مفهومه الخاص للحداثة، كونها تنتصر للعلم واستقلال الحياة العامة عن "الديني" والمواطنة. ولو أمعنا في نظرته حيال المرأة، لوجدنا أنه كان يبحث عن صورة "معتدلة" لها؛ متعلّمة ومستقلّة لكنها متمسّكة بالأسرة.

مساحة وقف عليها صاحب "الطريق" (1964) قادته إلى التنبّؤ بأحداث عديدة تحقّق بعضها، ولعل أبرزها في روايته "يوم قتل الزعيم"(1983)؛ حيث تثور الجماهير على قائدها الذي لن يجد من يشيّع جنازته.


دلالات
المساهمون