تذكُّر بيت لحافظ إبراهيم على شاطئ حيفا

18 ديسمبر 2016
(من قرية "جسر الزرقاء" بفلسطين المحتلة، تصوير:محمد بدارنة)
+ الخط -

مثل تلميذٍ في الصفّ الثالث قُتلت معلّمته
كنت أَمشي في الظلام
متروكاً بعد منتصف الليل على الشاطئ،
مردّداً بصوتٍ عالٍ:
"أنا البحرُ في أَحشائه الدُرُّ كامنٌ/
فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي؟"
كنتُ أُعيده وأَصرخُ منتظراً أَن تسمعني الآلهة
"أنا البحرُ
في أَحشائه الدُرُّ كامنٌ"
معلّمتي قُتلتْ
وبلا أَملٍ سأظلّ أُعيد
إلى أَن تسمعني وتردّ عليّ الآلهة
لستُ حزيناً ولا خائفاً
ولستُ أُبالي أًنني هُجرت على شاطئٍ مُظلمٍ
"أَنا البحر في أحشائه
الدُرّ كامنٌ..."
هل تشعر الأَصدافُ بالزهو
وهل تتذكّر الأَسماكُ أَلحانَ المراكب؟
وأَيّ بحرٍ هذا
الذي يَخرج عليّ بثوب الناصح:
"سيعتقلونك إن واصلت الصراخ باللغة العربية
قد يطلقون النار عليك ويردونك
أرجوك توقّف
لقد تعبتُ من دمكم يُراق على شاطئي"

ومن أَنا إن توقفتُ؟
سأَظلّ أُعيدُ بصوتٍ عالٍ
حتّى وإن سمعتني وردّت عليّ الآلهة.


(حيفا المحتلة، تشرين الأول 2016)

المساهمون