"نوبل للأدب" 2016: بوب ديلان ولكن

13 أكتوبر 2016
(متقلداً ميدالية من أوباما، البيت الأبيض 2012، تصوير:لي فوغل)
+ الخط -

لم يقبض أحدٌ من النقّاد، والمتنفّذين في عالم الثقافة، ترشيحه بجديّة، رغم تكرار اسمه في قوائم المضاربات منذ سنوات، إلى أن فاجأت "الأكاديمية" السويدية" الجميع، اليوم، وأعلنت فوز المغنّي والشاعر والفنان التشكيلي الأميركي، بوب ديلان (1941)، بـ"جائزة نوبل للآداب".

الفنّان الأكثر مبيعاً بملايين الأسطوانات لألبوماته الغنائية، وصاحب القصائد التي تبعث على الدهشة ببساطتها وعمقها معاً، يستيطع اليوم أن يجد اتجاهه إلى البيت (عنوان الفيلم الذي أخرجه مارتن سكورسيزي)، ويطمئن إلى انحيازاته تجاه التحرّر من قيود المجتمع الأميركي المحافظ، كما وصفه أكثر من مرّة.

بدأ تمردّه الثقافي بتكسير اللغة في عدد من أشعاره، ورفضه للوصايات السلطوية والأبوية في بلاده، كما كان يؤمن بانفتاح الفنون على بعضها؛ أدباً وموسيقى وسينما، من لحظة وصوله نيويورك عام 1961، قادماً من ولاية مينسوتا مسقط رأسه.

اسمه الحقيقي روبرت ألن زيمرمان، من أصول يهودية، تعلّم العزف على الغيتار وهو في العاشرة من عمره، وبدأ الغناء في نوادي نيويورك ومقاهيهها في العشرين، وظهر التزامه بقضايا العمّال والمهمّشين في بواكير أعماله، أو تلك التي تروي انكسارات فقراء الولايات المتّحدة وخيباتهم في عالم معولم.

ربما من أبرز أغانيه تلك التي تضمّنها فيلم حمل اسمها هي "الطرق على باب السماء"، و"مثل حجر يتدحرج"، و"في مهبّ الريح"، و"ارقدي يا سيدتي ارقدي".

ما يُخيّب الآمال هو تأييده للاحتلال الإسرائيلي وزياراته لكيانها، في شبابه حيث عاش لفترة متصهيناً في أحد "الكيبوتسات" (مستعمرات زراعية) وصولاً إلى ما قبل سنوات قليلة؛ حيث كسر حركة مقاطعة "إسرائيل" وبادر بإقامة حفل في "تل أبيب" عام 2014 مع فرقة رولينغ ستون.

كما دافع ديلان عن "إسرائيل" بعد عدوان 1982 على لبنان بأغنية بعنوان "فتوّة الحي" عام 1983:
"نعم، فتوّة الحي مجرّد رجل.
يقول أعداؤه إنّه يحتلّ أرضهم،
وهم يفوقونه عدداً: مليون مقابل واحد.
فلا يمكنه الهروب أو الركض إلى أي مكان.
إنّه فتوة الحي.

كل إمبراطورية استعبدته زالت،
مصر وروما، وحتى بابل العظيمة.
وها هو قد صنع من رمال الصحراء جنّةً".

المساهمون