أنغوليم: عاصمة "الكوميكس" بلا نساء

13 يناير 2016
(من "برسيبوليس" لـ مرجان ساترابي)
+ الخط -

"مهرجان أنغوليم للشريط المرسوم"، الذي يُقام نهايةَ كانون الثاني/ يناير من كل عام، هو واحدٌ من أقدم وأبرز المهرجانات في مجاله. فمنذ أكثر من أربعة عقود، تستقبل المدينة الواقعة في الجنوب الغربي الفرنسي، على مدار أربعة أيّام، أبرز أسماء ما يعرف بـ "الفن التاسع" حول العام، إضافةً إلى قرابة 200 ألف زائر. إقبالٌ جعلها تُلقّب بـ "عاصمة الكوميكس في العالم".

ستنطلق دورة هذا العام بعد أسبوعين من الآن، لكن الجدل حولها انطلق مبكراً، بسبب غياب أسماء نسوية عن الترشيحات للجائزة الكُبرى، التي تُعلَن في ختام التظاهرة.

تُقام الدورة الثالثة والأربعون بين 28 و31 من الشهر الجاري. وقبل أيام، أُعلن عن قائمة المرشّحين لـ "جائزة الإنجاز مدى الحياة لمُبدعي الشريط المرسوم"، والتي ضمّت ثلاثين رسّاماً لا تُوجد بينهم امرأة واحدة.

من بين المرشّحين لجائزة هذا العام: براين بنديس وفرانك ميلر وريتشارد كوربن من الولايات المتحدة الأميركية، وجوان سفار وكريستيان بينيه وكريستوف بلاين وفرانسوا بورجون من فرنسا، وكارلوس خمينيز من إسبانيا، وتايو ماتسوموتو من اليابان، ولورينزو ماتوتي من إيطاليا، وآلان مور من بريطانيا، إضافةً إلى الرسام الفرنسي من أصول سورية رياض سطوف.

بالطبع، لم يكن ذلك ليمرّ مرور الكرام في الأوساط الإعلامية والثقافية الفرنسية التي عبّرت عن استيائها من الأمر، واتّهمت المهرجان بـ "إقصاء" الأسماء النسوية، خصوصاً أنه طيلة 42 سنة من عمر التظاهرة، لم تحصل سوى امرأة واحدةٌ على الجائزة.

الرسّامة الفرنسة فلورانس سيستاك هي "بيضة الديك" في المهرجان، وقد علّقت على القائمة قائلةً: "إنه لأمرٌ مخجل فعلاً، أنا المرأة الوحيدة التي حصلت على الجائزة الكبرى. الآن، في كل اجتماع أحضره في إطار أكاديمية الجائزة الكبرى، أطلب منهم التفكير في بعض النساء، لكنني ألاحظ ألّا وجود لامرأة واحدة".

وفي صفحته على فيسبوك، كتب رياض سطّوف: "اكتشفتُ أن اسمي ورد ضمن قائمة المرشّحين للجائزة الكبرى للمهرجان، وقد أسعدني الأمر كثيراً. لكن، تبيّن أن القائمة تشمل الرجال فقط، وهذا يُزعجني كثيراً، لأن ثمّة الكثير من الفنانات الكبيرات اللائي يستحقن الجائزة".

صاحب "عربي المستقبل" دعا إلى إزالة اسمه من القائمة قائلاً: "أفضّل أن أترك مكاني، على سبيل المثال، لـ رميكو تاكاهاشي أو جولي دوسيه أو أنوك ريكارد أو مرجان ساترابي.. لن أسرد كلّ الفنانات اللواتي أحب عملهن".

سرعان ما انضمّ إلى سطّوف مرشّحون آخرون. الرسام الأميركي دانيال كلاوز رفض إدراج اسمه في القائمة، معتبراً أنه لا يُريد الفوز بجائزة "فارغة ومن دون معنى"، بينما دعا جوان سافار إلى دعم مبادرة سطّوف.

هكذا، وجد المشرفون على التظاهرة أنفسهم في مأزق لم يتوقّعوه. وردّاً على تلك الانتقادات، أعلنت إدارة المهرجان أنه سيجري إضافة أسماء نسوية إلى قائمة المرشّحين. وفقاً لوسائل إعلام فرنسية، ستكون الإيرانية مرجان ساترابي، صاحبة العمل المعروف "برسيبوليس" إحدى المرشّحات للجائزة، في انتظار أسماء أخرى.


اقرأ أيضاً: "Freelestine": كوميكس جزائري عن فلسطين

المساهمون